“دخيلك يا نبيل الحقني.. هذا فيهم كلهم” كلمات استجداء قالها والد مكلوم وهو متشبث ببصيص أمل لأحد المسعفين الذين سارعوا إلى محاولة إنقاذ حياة طفل قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلته في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
القصة التي وثقتها كاميرا الجزيرة مساء أمس الأربعاء بدأت فصولها حين توجه المسعف نبيل أبو صقر مع طاقمه لإنقاذ ضحايا قصف منزل عائلة خليل في مخيم جباليا، حيث وصل إلى البيت المستهدف وحمل الطفل مسرعا إلى عربة الإسعاف بعد انتشاله من تحت الأنقاض.
وحسب صراخ الأهالي، فقد كان الطفل حمود على قيد الحياة، ثم توجهت به سيارة الإسعاف إلى المستشفى، وفي الطريق حاول المسعف أبو صقر إنعاشه بالأكسجين وبيديه وإلى جانبه والد الطفل الذي ظل يردد مستجديا بأمل وخوف “دخيلك يا نبيل الحقني.. هذا فيهم كلهم”، في إشارة إلى طفله حمود.
وبعد أن وصلت سيارة الإسعاف إلى المستشفى حاول طاقم الأطباء الموجود التعامل مع الطفل المصاب ومحاولة إنعاش قلبه لكنه فقد حياته في مشهد مؤلم تعالت فيه أصوات البكاء من عائلته، وخيّم الحزن والحسرة على المسعف أبو صقر وطاقم التمريض الموجود.
وقال المسعف أبو صقر للجزيرة إن أفراد العائلة كانوا نائمين واستهدفتهم الطائرات الحربية الإسرائيلية على غفلة، و”وجدنا الأطفال تحت الأنقاض، وانتشلنا هذا الطفل من تحت الأنقاض ووجدنا فيه نفسا بسيطا، وكان لدينا أمل، عملنا ما قدرنا عليه لكنه استشهد في النهاية”.
ويمثل الأطفال 47% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وقد استشهد 2324 منهم خلال الشهر الأول من الحرب، وحتى الآن يوجد 1300 طفل مفقود تحت الأنقاض، فضلا عن كثيرين نجوا من الموت لكنهم مصابون ويحتاجون للعلاج.