توعدت أوكرانيا روسيا -الثلاثاء- بالقضاء على أسطولها في البحر الأسود إذا واصلت حصارها واستهداف موانئها، في حين أعلنت موسكو أن قواتها انتزعت 8 قرى في مقاطعة خاركيف الأوكرانية.
وفي مقطع مصور بثته الرئاسة الأوكرانية قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن بلاده سترد على هجمات روسيا في البحر الأسود، لضمان عدم حصار مياهها وقدرتها على استيراد وتصدير الحبوب وسلع أخرى.
وأضاف زيلينسكي “إذا استمرت روسيا في الهيمنة على البحر الأسود خارج أراضيها وحاصرتنا أو أطلقت علينا النار مرة أخرى أو أطلقت الصواريخ على موانئنا فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه، هذا دفاع عادل عن فرصنا في أي ممر”.
وتابع الرئيس الأوكراني “ليس لدينا الكثير من السفن، لكن يجب أن يفهم الروس بوضوح أنه بحلول نهاية الحرب لن تكون لديهم سفن”.
وفي المقطع المصور الذي تضمن تصريحات أدلى بها لصحفيين من أميركا اللاتينية، دعا زيلينسكي روسيا إلى وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الموانئ الأوكرانية والسماح بالتجارة.
من جهتها، توعدت المتحدثة باسم قيادة عمليات جنوب أوكرانيا ناتاليا هومينيوك في تصريحات للجزيرة بعدم إبقاء أي سفن حربية لروسيا في البحر الأسود، وأن بلادها ستواصل المقاومة.
وكانت هومينيوك قالت إن الأسطول الروسي يشهد حالة من الاضطراب بعد الهجمات التي تعرض لها مؤخرا.
وتأتي تصريحات زيلينسكي والمتحدثة العسكرية بعد أيام من هجومين بزوارق ملغمة استهدفا سفينة إنزال روسية في قاعدة نوفوروسيسك البحرية وناقلة وقود قال مسؤولون أوكرانيون إنها تستخدم لإمداد الجيش الروسي.
سير المعارك
ميدانيا، نقلت وكالة تاس الروسية -الثلاثاء- عن فيتالي غانشيف رئيس الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في مقاطعة خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا) أن القوات الروسية استعادت السيطرة على 5 قرى في المقاطعة التي استعادت القوات الأوكرانية معظمها خلال هجوم مضاد مباغت قبل نحو عام.
ووصف غانشيف السيطرة على هذه القرى بالمؤشر المهم في سياق المعارك الدائرة منذ أسابيع في أطراف خاركيف على الحدود مع مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الاثنين عن تقدم قواتها مسافة 3 كيلومترات إضافية باتجاه مدينة كوبيانسك التي كانت ضمن المناطق التي استعادها الجيش الأوكراني العام الماضي.
وفي تطورات أخرى، أكد الجيش الأوكراني أن قواته نفذت عملية خاصة في معقل القوات الروسية بالضفة الجنوبية لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون (جنوب) ودمرت مركزا للقيادة الروسية بها.
في المقابل، أعلنت القوات الموالية لروسيا في خيرسون أنها أفشلت العملية الأوكرانية.
وفي دونيتسك -التي يتواصل فيها القتال على محاورة عدة، خاصة حول مدينة باخموت- قالت الإدارة العسكرية في مدينة بوكروفسك إن عدد ضحايا القصف الصاروخي الروسي على المدينة ارتفع إلى 7 قتلى وعدد من الجرحى.
وفي حين تحدث الرئيس الأوكراني ومسؤولون آخرون عن قصف منطقة سكنية بصاروخ روسي من طراز “إسكندر” قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استهدفت مقرا للقيادة العسكرية الأوكرانية الموحدة في بوكروفسك.
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية أيضا عن قصف 143 موقعا للقوات الأوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية.
ومنذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي يشن الجيش الأوكراني هجوما مضادا في دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق)، وأقرت كييف ببطء وتيرة الهجوم بسبب قوة التحصينات الروسية، وفي المقابل، يشن الجيش الروسي هجمات مضادة على أطراف خاركيف.
سحق الأعداء
في هذه الأثناء، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن روسيا لديها ما يكفي من القوات لتنفيذ جميع مهام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ولسحق أعدائها وتحقيق السلام بشروطها، وفق تعبيره.
وأضاف ميدفيديف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأكمله يقاتل روسيا حاليا بشكل شبه علني.
دبابات ومساعدات عسكرية
على صعيد آخر، تعتزم الولايات المتحدة الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار.
وتأتي المساعدات الجديدة عقب إعلان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في يوليو/تموز الماضي عن خطأ حسابي رفع قيمة المساعدات المقدمة لأوكرانيا إلى أكثر من 6 مليارات دولار بدلا من 3 مليارات.
وقال المسؤولون إن المساعدات الجديدة هي الدفعة الأولى من تصحيح الخطأ في تقدير حجم المساعدات التي كانت قد أُقرت في السابق.
وفي السياق، نقلت شبكة “سي إن إن” عن البنتاغون أنه تمت الموافقة على شحن الدفعة الأولى من دبابات “أبرامز” الأميركية إلى أوكرانيا خلال نهاية الأسبوع الماضي.
وقال البنتاغون إنه من المتوقع أن تصل دبابات أبرامز إلى أوكرانيا مطلع الخريف المقبل.
يذكر أن كييف حصلت منذ بداية الحرب أواخر فبراير/شباط 2022 على مساعدات عسكرية أميركية تفوق 40 مليار دولار تشمل معدات متطورة، بينها مدافع بعيدة المدى ومسيّرات وأنظمة باتريوت، ويطالب المسؤولون الأوكرانيون بمساعدات إضافية تشمل صواريخ بعيدة المدى وطائرات من طراز “إف-16”.