طلبت أوكرانيا اليوم السبت تزويدها بأسلحة بعيدة المدى “لتحقيق النصر”، في وقت تتقدم فيه قواتها ببطء بالهجوم المضاد الذي بدأته مؤخرا في الشرق والجنوب، في حين يلتقي القادة الأفارقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ لعرض بنود مبادرتهم لوقف الحرب.
وقال فولوديمير غافريلوف نائب وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلاده بحاجة إلى أسلحة عالية الدقة بمدى 200 كيلومتر كي تتمكن من تحقيق النصر على القوات الروسية.
وأضاف غافريلوف -في تصريحات نشرتها وزارة الدفاع الأوكرانية- أن أوكرانيا في طريقها للحصول على طائرات ستدافع بشكل أساسي عن أجوائها ضد الصواريخ الباليستية الروسية وغيرها من الصواريخ، وفق تعبيره.
كما قال المسؤول الأوكراني إن القوات الأوكرانية تنتهز حاليا فرصة الهجوم المضاد وتمركز القوات الروسية دفاعيا.
وتأتي تصريحات نائب وزير الدفاع الأوكراني في وقت وعدت فيه الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون بإمداد أوكرانيا بأسلحة إضافية تشمل أنظمة للدفاع الجوي.
الهجوم المضاد
في غضون ذلك، تواصل القوات الأوكرانية الهجوم المضاد الذي بدأته في الرابع من الشهر الجاري في مقاطعتي دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق).
وتحدث قادة عسكريون أوكرانيون وهانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني عن تقدم قواتهم في جميع المناطق والاتجاهات إلى كيلومترين في كل اتجاه بعد استعادة أكثر من 100 كيلومتر مربعة في الأيام الأولى من العملية.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه استعاد 7 تجمعات سكانية في كل من دونيتسك وزاباروجيا، بيد أن محاولاته للتقدم بشكل أسرع تواجه التحصينات الروسية القوية.
كما أن القوات الروسية أرسلت تعزيزات إلى بعض المناطق التي يشملها الهجوم الأوكراني المضاد، بما في ذلك محيط مدينة باخموت التي سيطر عليها الروس مؤخرا.
وبعد أن قللت من أهمية تقدم القوات الأوكرانية وتحدثت عن تكبد هذه القوات خسائر قوية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن صد قواتها 10 هجمات أوكرانية في اتجاهي دونيتسك وزاباروجيا.
ضربة عبر البحر والجو
كما قالت الوزارة إن قواتها دمرت بضربة شنتها عبر البحر والجو أحد مراكز صنع القرار للقوات الأوكرانية، وأسقطت مروحية أوكرانية من طراز “إم آي 24” قرب كراماتورسك في دونيتسك.
وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أرسلت أكثر من 4 آلاف قطعة مدفعية إلى مناطق العمليات في أوكرانيا، وإن 700 أخرى ستصل قريبا.
وقالت الوزارة -في بيان- إن الوزير سيرغي شويغو تفقد اليوم السبت مؤسسة المجمع الصناعي العسكري بمنطقة أومسك، وأمر بتوسيع القدرات الإنتاجية للدبابات وأنظمة اللهب الثقيلة لتلبية احتياجات القوات التي تؤدي مهام العملية العسكرية الخاصة.
وبالتزامن، أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم أوكراني بالمسيرات على مصفاة للنفط بالمقاطعة، في حين تحدث حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية عن إطلاق أكثر من 180 قذيفة أوكرانية على المقاطعة خلال 24 ساعة الماضية.
وفي التطورات الميدانية أيضا، تحدثت السلطات الأوكرانية عن مقتل 4 مدنيين بصاروخ روسي موجه في مقاطعة خاركيف الحدودية (شمال شرق) ومقتل شخص آخر في خيرسون (جنوب)، في حين أفادت مراسلة الجزيرة بتعرض أحياء في مدينة دونيتسك (عاصمة المقاطعة الخاضعة للسيطرة الروسية) لقصف أوكراني مكثف.
المبادرة الأفريقية
سياسيا، يلتقي وفد الوساطة الأفريقية اليوم السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سان بطرسبورغ لبحث مبادرته لإنهاء الحرب، وذلك غداة لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.
ويضم الوفد رؤساء السنغال ماكي سال، وجنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وزامبيا هاكايندي هيشيليما، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.
ويطرح القادة الأفارقة مبادرة للوساطة بين الجانبين الأوكراني والروسي لوقف الحرب والاقتتال والتوجه نحو المفاوضات والحلول الدبلوماسية.
وقالت بريتوريا (عاصمة جنوب أفريقيا) إن المبادرة تتضمن إجراءات لبناء الثقة، وتشمل إرساء سلام تفاوضي عبر الوسائل الدبلوماسية لوقف الحرب ونزع فتيل الصراع من خلال وقف التصعيد من كلا الجانبين.
وحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز، سيقترح القادة الأفارقة انسحاب القوات الروسية وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية من بيلاروسيا؛ مقابل تعليق تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي وتخفيف العقوبات.
وتدعو المبادرة لاحترام سيادة الدول والشعوب وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وتوفير ضمانات أمنية لجميع الدول، وتوفير بيئة مواتية لوقف إطلاق النار بما يسمح ببناء الثقة وبحث استعادة السلام.
كما تقترح المبادرة أن يلي ذلك اتفاق لوقف الأعمال القتالية، على أن تصحبه مفاوضات بين روسيا والغرب لمعالجة قضايا تتعلق بنشر الأسلحة النووية والتكتيكية والأسلحة البيولوجية.
ومن البنود الأخرى ضمان تصدير الحبوب والأسمدة، والتأكيد على إلزامية تبادل الأسرى بين الجانبين، وتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.