أعلنت أوكرانيا أنها استعادت السيطرة على قرية ماكاروفكا في منطقة دونيتسك ليرتفع عدد البلدات المستعادة في تلك المنطقة أمس الأحد إلى 3، وفي المقابل قالت روسيا إنها صدت هجمات للجيش الأوكراني في زاباروجيا وخيرسون.
وكان الجيش الأوكراني أعلن استعادة السيطرة على بلدة نيسكوشنوي في دونيتسك في إطار عملياته الهجومية في الجبهة الشرقية، ونشرت القوات الأوكرانية مقطعا مصورا لجنودها يعلنون السيطرة على البلدة.
كما أعلنت القوات الأوكرانية استعادة بلدة بلاغودتني، الواقعة شمالي باخموت، وانسحاب القوات الروسية منها، ونشرت قيادة القوات البرية الأوكرانية مقطعا مصورا يُظهر ما قالت إنه تقدم لجنودها واستعادتهم موقعا من القوات الروسية في اتجاه مدينة أفدييفكا وسط مقاطعة دونيتسك.
من جهته، قال قائد قوات منطقة عمليات تافريا (جنوب شرقي أوكرانيا) ألكسندر تارنفسكي إن القوات الأوكرانية تواصل هجماتها في محور تارنيسكفا، جنوب شرقي زاباروجيا، مشيرا إلى أن الجيش الأوكراني كبّد 5 سرايا روسية خسائر فادحة، حسب تعبيره، إضافة إلى تدمير عشرات الآليات ومستودعات ذخيرة.
وكانت القوات الأوكرانية قالت إنها قصفت مواقع عسكرية روسية، وأسقطت 4 طائرات روسية مسيرة، خلال المعارك في خيرسون، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن روسيا بدأت نقل وحدات من النخبة من خيرسون إلى زاباروجيا وباخموت، وتحديدا من قوات البحرية والقوات المحمولة جوا.
وقال يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني والمتحدث باسم وزارة الدفاع، إن الأسلحة الغربية التي تلقتها أوكرانيا تلعب دورا كبيرا في المعارك على الأرض، وأشار -في مقابلة مع الجزيرة- إلى أن ما اعتبره تقدما تحرزه قوات بلاده مجرد بداية، وفق تعبيره.
هجمات أوكرانية
وفي مقابل روايات التقدم الأوكراني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدت 8 هجمات للجيش الأوكراني في دونيتسك، وهجومين في محور سوليدار-باخموت، و3 أخرى على محور زاباروجيا.
كما قالت إن البحرية الروسية أحبطت هجوما أوكرانيا بزوارق مسيرة على سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، وإن البحرية الروسية دمرت جميع الزوارق الأوكرانية التي هاجمت السفينة الروسية.
من جهتها، تعهّدت قوات المشاة الأوكرانية بأن تستأنف القتال قريبا بعد أن تعرضت عرباتها المدرعة الأميركيّة الصنع لأضرار أو دُمرت خلال هجوم على مواقع روسية الأسبوع الماضي.
وكانت مجموعة مركبات قتالية أوكرانية من طراز “برادلي” الأميركية تدعمها دبابات “ليوبارد” الألمانية الصنع تعرضت لقصف الأربعاء الماضي عندما كان اللواء 47 من مشاة الجيش الأوكراني يشن هجوما جنوب شرقي زاباروجيا.
وأظهرت لقطات للكمين -التقطتها طائرات مسيّرة وبُثت على قنوات روسية- مركبات عدة متضرّرة تابعة للواء 47، وهو من الوحدات التي أنشئت حديثا وزُوّدت بمعدّات قدّمها الغرب.
محطة زاباروجيا
في غضون ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها بحاجة إلى الوصول على نطاق أوسع لمحيط محطة زاباروجيا للطاقة النووية للتحقق من “تناقض كبير” في بيانات منسوب المياه المستخدمة في تبريد مفاعلات المحطة في سد كاخوفكا الذي تهدم.
وقال مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي، الذي سيزور المحطة هذا الأسبوع، إن القياسات التي تلقتها الوكالة من مدخل المحطة أظهرت أن مستويات المياه في السد كانت مستقرة لمدة يوم تقريبا في مطلع الأسبوع.
وقال غروسي في بيان أمس الأحد “ومع ذلك، قيل إن منسوب المياه مستمر في الانخفاض في مكان آخر من الخزان الضخم، مما يتسبب في فرق محتمل يبلغ نحو مترين.. منسوب المياه مقياس رئيسي لاستمرار تشغيل مضخات المياه”.
وأدى تدمير سد كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في جنوب أوكرانيا الأسبوع الماضي إلى إغراق البلدات الواقعة في اتجاه مجرى النهر وأجبر آلاف الأشخاص على ترك منازلهم.
واحتلت روسيا كلا من سد كاخوفكا للطاقة الكهرومائية ومحطة زاباروجيا النووية منذ الأيام الأولى لحربها على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مياه الخزان تستخدم في تبريد المفاعلات الستة بالمنشأة وخزان الوقود المستهلك.
وأضاف غروسي في البيان “من المحتمل أن يكون هذا التناقض في المستويات التي يجري قياسها سببه كتلة مائية معزولة مفصولة عن الجسم الأكبر للخزان.. لكننا لن نعلم أبدا إلا عندما نتمكن من الوصول إلى محطة الطاقة الحرارية”.
وقال غروسي إن محطة الطاقة الحرارية “تلعب دورا رئيسيا في سلامة وأمن محطة الطاقة النووية على بعد بضعة كيلومترات”، ومن هنا تأتي الحاجة إلى الوصول والتقييم على نحو مستقل.
وقالت الوكالة في وقت سابق إن محطة زاباروجيا يمكن أن تستخدم مصادر مياه أخرى عندما لا تتوفر مياه الخزان، بما في ذلك بركة تبريد كبيرة فوق الخزان بها مياه تكفي لعدة أشهر.