أعلنت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الأحد- إسقاط طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أراضي مقاطعة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا، في وقت كثفت فيه كييف هجماتها على شبه جزيرة القرم، بينما توعدت موسكو بالرد عليها.
وأشارت الدفاع الروسية إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار نتيجة الهجوم الذي تعرضت له بيلغورود.
يأتي ذلك بعد ساعات من إطلاق القوات الأوكرانية طائرات مسيّرة وصواريخ على مواقع في شبه الجزيرة بينها جسر القرم.
وأكد حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف أن الدفاعات الروسية أسقطت 3 صواريخ بالقرب من الجسر، قائلا “إن الجسر لم يتضرر”.
وقالت سلطات القرم إن حركة السير توقفت لبعض الوقت، قبل أن تستأنف بعد زوال الخطر.
وأظهرت صور على منصات التواصل الاجتماعي أعمدة من الدخان تتصاعد قرب الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القصف تم بواسطة صواريخ من طراز “إس-200″ وهي للدفاع الجوي عُدّلت لتصيب أهدافا أرضية.
وجسر القرم -الذي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشييده بعد ضم شبه الجزيرة عام 2014- استُهدف مرارا بهجمات أوكرانية.
روسيا تتوعد بالرد
من جهتها، وصفت الخارجية الروسية الهجمات الأوكرانية على جسر القرم بـ “الإرهابية” وقالت إنها لن تمر دون رد.
وبعد هجمات مماثلة سابقة، ردّت روسيا بضربات واسعة انتقامية.
وتسبب آخر هجوم في يوليو/تموز الماضي بأضرار كبيرة في الجزء الذي تسلكه السيارات، علما بأنه يستخدم أيضا في نقل المعدات العسكرية إلى الجيش الروسي.
معارك الجنوب والشرق
وفي تطورات المعارك، أعلن الجيش الأوكراني -أمس- أن قواته حققت نجاحا جزئيا في محيط بلدة روبوتين في زاباروجيا، مشيرا إلى أن تلك القوات توغلت لتنفيذ “هجمات دفاعية من هناك”.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قالت إن قواتها مستمرة في الهجوم على محوري ميليتوبول وبيرديانسك في زاباروجيا، وإنها صدت هجمات روسية في مقاطعة دونيتسك (شرق).
وفي تقرير نشر الجمعة الماضي، قال المعهد الأميركي لدراسة الحرب -ومقره واشنطن- إن القوات الأوكرانية حققت “تقدما مهما من الناحية التكتيكية” في هجومها المضاد في زاباروجيا.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية -أمس- انطلاق تدريبات لقوات أسطول الشمال التابعة للجيش.
وقالت الوزارة الروسية -في بيان- إن التدريبات جزء من التمارين السنوية لقوات الأسطول، ويشارك فيها 8 آلاف جندي و20 سفينة حربية وغواصات وسفن دعم.
وأضافت أن التدريبات تشمل تنفيذ عمليات خاصة لعزل مناطق العمليات، وتطويق وتدمير مجموعات تخريب واستطلاع.
وتابعت الدفاع الروسية أن جزءا من القوات الساحلية سيُنشر لحماية اتصالات الطريق البحري الشمالي والمواقع المهمة، والدفاع عنها.
بدوره، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حاميات نائية للأسطول الشمالي في القطب الشمالي.
وتُلفت تدريبات أسطول الشمال الروسي النظر إلى أهمية منطقة القطب الشمالي في الحسابات الإستراتيجية لموسكو.
ويُوصف أسطول الشمال بأنه الأهم تاريخيا كمّا ونوعا بين أساطيل الجيش الروسي، المكون من 4 أساطيل، وتقع أهم قواعده في مدن: غريميكا وسفرودفينسك وسفيرمورسك شمال البلاد.
ويكتسب هذا الأسطول أهميته من كونه في مواجهة أساطيل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا سيما بعد انضمام فنلندا للحلف، وسعي السويد لاستكمال الانضمام إليه، وهو ما دفع روسيا إلى تعزيز الاتجاه نحو منطقة الشمال الغربي لتحصين حدودها.
جزيرة الأفعى
وفي سياق متصل، وضعت قوات حرس الحدود الأوكرانية لافتة جديدة على جزيرة الأفعى في البحر الأسود، تأكيدا على استعادتها.
وفي مقطع مصور تناقلته القوات الأوكرانية، قال أحد قوات الحرس “سيتم تثبيت اللافتة الحدودية التالية في شبه جزيرة القرم بعد أن تحررها قوات الدفاع”.
وتقع هذه الجزيرة بالبحر الأسود قبالة سواحل أوديسا، ونجحت البحرية الروسية في السيطرة عليها مع نهاية اليوم الأول للحرب، ثم استعادتها القوات الأوكرانية في 30 يونيو/حزيران العام الماضي.
منظومة طائرات مسيرة
في غضون ذلك، نقلت “بيلد آم زونتاج” عن مصادر بشركة “راينميتال الألمانية” أن الأخيرة ستسلم أوكرانيا منظومة طائرات مسيرة من طراز “لونا” الجيل الجديد بحلول نهاية العام الجاري.
وأضافت هذه الصحيفة الألمانية أن “حزمة الطائرات المسيرة” تتكون من محطة تحكم أرضية تضم عدة طائرات مسيرة وجهاز إطلاق وشاحنات عسكرية، مشيرة إلى أن منظومة الطائرات المسيرة يمكن استخدامها كنظام للاستطلاع.