كشفت أوكرانيا -اليوم الخميس- عن حصيلة ما وصفتها بعملية خاصة نفذها جيشها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، والتي تطالب كييف باستعادتها، وفي الوقت الذي تحيي فيه أوكرانيا ذكرى عيد الاستقلال، أعلنت النرويج انضمامها إلى كل من الدانمارك وهولندا لتزويد كييف بمقاتلات إف-16.
وقال المتحدث باسم المخابرات الأوكرانية أندريه يوسوف إن عملية الإنزال الخاصة التي نفذتها المخابرات الأوكرانية -بالتعاون مع القوات البحرية في شبه جزيرة القرم الليلة الماضية- أسفرت عن مقتل 30 جنديا روسيا وتدمير 4 زوارق روسية، في أول عملية من نوعها منذ 9 سنوات.
وكشفت إدارة الاستخبارات الأوكرانية عن أن الإنزال جرى بزوارق على أحد شواطئ شبه جزيرة القرم، في منطقتي أولينيفكا وماياك، حيث دارت معارك مع القوات الروسية قبل أن تعود القوات الأوكرانية إلى قواعدها سالمة.
بدورها، ذكرت وسائل إعلام روسية أن الهجوم وقع في كيب تارخانكوت، في أقصى غرب القرم، وتم صد القوات الأوكرانية.
وتشكّل العملية في شبه الجزيرة -التي تعتبرها موسكو حصنًا روسيًا منيعًا- نجاحًا رمزيا لأوكرانيا في عيد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي سابقا عام 1991. وكانت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أعلنت أمس الأربعاء تدمير نظام مضادات جوية في المنطقة ذاتها.
وأعلنت أوكرانيا عزمها تحرير كل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022 وشبه جزيرة القرم.
هجمات ومعارك
ويأتي الإعلان عن العملية الأوكرانية الخاصة في وقت تستمر فيه الاشتباكات والمعارك في عدة مناطق شرقي أوكرانيا، وكذا الهجمات بالمسيرات على مناطق داخل روسيا.
وقال مسؤولون أوكرانيون محليون إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه، وأصيب 16 في هجمات روسية. في حين قالت موسكو إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 3 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية.
وأسفرت ضربة صاروخية روسية ليلية في دنيبرو عن إصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص، حسب ما أعلن حاكم منطقة دنيبرو بيتروفسك سيرغي ليساك. كما تضررت مبان عدة، بينها مبنيان سكنيان ومصرف ومحطة وقود وفندق.
وإلى الجنوب، في منطقة خيرسون أصيبت فتاة تبلغ 7 سنوات “في الظهر والذراعين والقدمين في ضربة” صاروخية “على وسط المدينة”، حسب ما أفاد به حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين.
واستعاد الجيش الأوكراني سيطرته على خيرسون نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلّا أنها لا تزال تتعرض لقصف متواصل من الجيش الروسي.
واليوم الخميس، اتهمت شركة “دتيك” (أكبر شركة خاصة في قطاع الطاقة في أوكرانيا) الجيش الروسي بقصف على إحدى محطات الطاقة الحرارية التابعة لها. وأوضحت أن هذه المحطة “تعرضت لهجمات متكررة” من الجيش الروسي، وفق قولها في حين لم تعلق موسكو على الأمر.
عيد الاستقلال
وتأتي التطورات الميدانية في ذكرى الاستقلال التي تصادف اليوم الخميس، إذ امتدح الرئيس فولوديمير زيلينسكي صمود بلاده في مواجهة القوات الروسية، في كلمة خاطب فيها الأوكرانيين اليوم بمناسبة عيد الاستقلال.
وساد جو من الهدوء في الاحتفال بالذكرى السنوية التي حلت بعد 18 شهرا بالضبط من بدء روسيا الحرب على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022 التي تسببت في مقتل الآلاف من الطرفين، وفق إحصاءات رسمية.
وفي كلمة تم تصويرها أمام مباني الحكومة في وسط كييف، شكر زيلينسكي الأوكرانيين، من جنود وعمال وصحفيين، على مساهمتهم في الدفاع عن البلاد وحثهم على التأمل في مدى مساهمتهم في استقلال أوكرانيا.
وركز زيلينسكي في خطابه على الأحداث الجارية أكثر من تركيزه على إعلان الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.
واحتفل أوكرانيون -اليوم الخميس- وسط مدينة كييف، حيث عُرض حطام عتاد حربي روسي على طول شارع خريشاتك الرئيسي.
وأتى عيد الاستقلال الأوكراني هذا العام في وقت تشنّ فيه كييف هجوما مضادا تواجه فيه صعوبات منذ يونيو/حزيران الماضي، في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا والتي تشكل 20% تقريبا من مساحة أوكرانيا.
وحيا زيلينسكي في بيان الخميس “الشعب الأوكراني الحر” بمناسبة عيد الاستقلال.
مقاتلات إف-16
في سياق آخر، أعلن رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور -اليوم الخميس- أنّ بلاده ستزوّد أوكرانيا بمقاتلات إف-16، لتصبح بذلك ثالث بلد (بعد هولندا والدانمارك) يتعهّد بتزويد كييف بهذه الطائرات الحربية الأميركية الصنع.
وقال المسؤول النرويجي في بيان “نعتزم تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16″، مشيرا إلى أنّ عدد هذه الطائرات والجدول الزمني لتسليمها سيتمّ تحديدهما في وقت لاحق.
وأكّد غار ستور بذلك تقارير صحافية محلية نشرت قبل ساعات من ذلك. ووفق وكالة “إن تي بي” النرويجية، سيراوح عدد الطائرات بين 5 و10 مقاتلات.
وتزامن الإعلان عن هذه الهبة مع زيارة لم يُعلَن عنها مسبقا قام بها رئيس الوزراء النرويجي لكييف اليوم الخميس الذي يصادف ذكرى استقلال أوكرانيا.
وبهذه المناسبة، وعدت أوسلو كييف بمنحها صواريخ أرض-جو من طراز “أيريس-تي” ومعدات لإزالة الألغام إضافة إلى مساعدة بقيمة 1.5 مليار كورون (130 مليون يورو) لشراء الغاز والكهرباء هذا الشتاء.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن تسليم الدانمارك وهولندا مقاتلات “إف-16” لبلاده سيستغرق وقتا. وأضاف أن هولندا ستسلم أوكرانيا في المرحلة الأولى 18 مقاتلة من مجموع 42.
وجاءت تصريحات زيلينسكي ردا على سؤال للجزيرة يتعلق بالفترة الزمنية اللازمة لتسليم بلاده هذه الطائرات.
وتطالب أوكرانيا حلفاءها الأوروبيين والولايات المتحدة بمقاتلات حديثة خاصة إف-16، وذلك لتجديد أسطولها القديم من الطائرات والتصدي للهجمات الروسية، وحصلت حتى اليوم على تعهدات من عدة دول لتقديمها لها، كما بدأت بعض الدول بتدريب طيارين أوكرانيين على تلك الطائرات.