أعلنت أوكرانيا وروسيا -اليوم السبت- عن تعرضهما لسلسلة هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة على أراضيهما خلال اليومين الماضيين. وأكدت كييف أنها تمكنت من تحييد 24 طائرة مسيرة روسية أطلقت باتجاه أراضيها، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 47 مسيرة أوكرانية.
وأوضح سلاح الجو الأوكراني في بيان أن روسيا أطلقت صواريخ ومسيرات من منطقة بيلغورود باتجاه الأراضي الأوكرانية، دون الكشف عن عدد الصواريخ أو نوعها. كما أكد البيان أن الدفاعات الأوكرانية نجحت في تدمير 24 طائرة مسيّرة روسية من أصل 28 طائرة أطلقتها موسكو.
وأضاف البيان أن المسيرات الروسية استهدفت مناطق متعددة تشمل سومي وبولتافا ودنيبروبيتروفسك وميكولايف وخيرسون، حيث أسفرت الهجمات عن أضرار مادية في البنية التحتية، دون الإشارة إلى وقوع خسائر بشرية.
في المقابل، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية تنفيذها هجوما ليليا استهدف مستودعا للوقود قرب بلدة روفنكي في منطقة لوغانسك الخاضعة لسيطرة القوات الروسية. وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق كبير في المستودع، الذي يستخدم لتزويد القوات الروسية بالوقود في جبهات القتال الشرقية.
ولم تكشف أوكرانيا عن نوع الأسلحة المستخدمة في هذا الهجوم، إلا أن هذه الضربات تعكس إستراتيجية كييف لاستهداف مواقع لوجستية روسية لتعطيل قدرات الإمداد للجيش الروسي.
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاط 47 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل. وأوضح البيان أن 17 من هذه المسيرات تم إسقاطها فوق منطقة كراسنودار جنوب شرق البلاد، في حين أُسقطت 16 طائرة فوق بحر آزوف، و12 طائرة أخرى فوق منطقة كوركس.
وأعلن حاكم منطقة كراسنودار أن هجمات أخرى بمسيرات أوكرانية تسببت في تدمير 3 منازل وإشعال النيران في سيارة، دون تسجيل إصابات بشرية.
كما قال الحاكم الإقليمي لمنطقة بيلغورود، المتاخمة لأوكرانيا، إن هجوما بمسيرة أوكرانية استهدف قرية أوستينكا، وأسفر عن مقتل مدني وإلحاق أضرار بعدة منازل.
حريق ضخم
وفي تطور آخر، أعلنت السلطات الروسية صباح السبت السيطرة على حريق هائل اندلع في موقع نفطي إستراتيجي في مدينة فيودوسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقالت مصادر في أجهزة الطوارئ الروسية إن الحريق -الذي استمر عدة أيام- تسبب في أضرار بالغة لخزانات الوقود، مؤكدة أن رجال الإطفاء تمكنوا أخيرا من إخماده ويعملون حاليا على تبريد الخزانات المتضررة.
وكانت القوات الأوكرانية أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن استهداف الموقع، الذي وصفته بأنه “أكبر” منشأة نفطية في القرم، ويعد موقعا حيويا لإمداد القوات الروسية بالوقود.
وسبق أن أشارت كييف إلى أن هذا الهجوم يأتي في إطار تكثيف هجماتها على البنية التحتية الروسية بهدف تعطيل إمدادات الجيش الروسي، الذي يحتل نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش الأوكراني خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأفاد بيان الوزارة بمقتل أكثر من 1700 جندي أوكراني في مواجهات على مختلف جبهات القتال.
كما أوضح البيان أن وحدات من مجموعة قوات “الشمال” الروسية تمكنت من صد هجمات أوكرانية على محوري ليبتسوفسك وفولشانسك، مما أسفر عن مقتل نحو 110 جنود أوكرانيين وتدمير عدد من المدرعات والمركبات العسكرية.
وعلى محور آخر، أعلنت مجموعة قوات “الجنوب” الروسية أنها صدت هجومين مضادين شنتهما القوات الأوكرانية، مما أدى إلى مقتل 640 جنديا أوكرانيا وتدمير مستودعات ذخيرة ومعدات عسكرية.
وتشهد الحرب الأوكرانية الروسية تصعيدا مستمرا دون مؤشرات على إمكانية التوصل إلى حل سياسي في المستقبل القريب. ويستمر الطرفان في تبادل الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، حيث أصبحت المسيرات أحد أبرز أسلحة الحرب التي غيرت موازين القوى على الجبهات.