يواصل العدوان على قطاع غزة المحاصر إلقاء ظلاله على الجامعات الأميركية، مع إنهاء اعتصام طالبي تحت التهديد باتخاذ إجراءات تأديبية أمس الأربعاء في كلية هافرفورد، كان قد استمر أسبوعا للتنديد بالحرب الإسرائيلية، وذلك بعد إلقاء الشرطة القبض على طلاب تظاهروا في جامعة براون مطلع الأسبوع.
وبدأ الطلاب بكلية هافرفورد في فيلادلفيا اعتصامهم في السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري في القاعة التي تضم المكاتب الإدارية، لمطالبة رئيسة الكلية ويندي ريموند بالدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وهددت الكلية الطلاب المعتصمين بإحالتهم إلى لجنة تأديبية إذا لم يغادروا القاعة، في حين اعتبر الطلاب أن الكلية فقدت قيمتها كمؤسسة، واتهموها بخيانة جذورها الداعية للسلمية.
وقال الطلاب الذين شاركوا في الاعتصام إنهم سيضغطون على إدارة الجامعة بطرق أخرى للمطالبة بوقف إطلاق النار بغزة، لا سيما بعد تعرض الطالب الأميركي الفلسطيني كنان عبد الحميد لإطلاق نار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع طالبين فلسطينيين آخرين بجامعات أخرى، بما اشتبه أنه جريمة كراهية.
احتجاز طلاب
وفي جامعة براون بولاية رود آيلاند، اتهمت الشرطة 41 طالبا بالتعدي على ممتلكات الغير بعد إلقاء القبض عليهم عندما رفضوا مغادرة المبنى الإداري لقاعة الجامعة يوم الاثنين الماضي، لمطالبة إدارة الجامعة بسحب موقفها من الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
وقالت إدارة جامعة براون أمس الأربعاء إنه رغم أن الاحتجاج وسيلة تعبير ضرورية ومقبولة في الحرم الجامعي، فإنه لا يجوز للطلاب “التدخل في وظائف الجامعة”، وحذرت من عواقب أكثر خطورة إذا فشل الطلاب في مراعاة القيود المفروضة على وقت الاحتجاجات ومكانها وطريقة تنفيذها.
وتتذرع الجامعات الأميركية بعدم امتثال طلابها للنظام لإنهاء اعتصاماتهم الداعمة للقضية الفلسطينية، وسط انتقادات بتقييد حرية التعبير.
وجاءت الاعتقالات والاعتصامات وسط تداعيات مستمرة على الشهادة التي أدلت بها رئيسات جامعة بنسلفانيا وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في جلسة استماع بالكونغرس حول معاداة السامية الأسبوع الماضي.
وقد أثار الرؤساء انتقادات بسبب ردودهم على مجموعة من الأسئلة التي وجهتها النائبة الجمهورية في نيويورك إليز ستيفانيك عما إذا كانت “الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود” تنتهك قواعد الجامعات.
واستقالت رئيسة جامعة بنسلفانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد مطالبة إدارة الجامعة لها بالتنحي، بسبب اعتبارها أن “الدعوة لإبادة اليهود” تنتهك القواعد إذا أتت في سياقات معينة فحسب.
بينما أعلن مجلس إدارة هارفارد دعمه لرئيسة الجامعة كلودين غاي، بعد مطالبات لها بالتنحي جراء موقفها من معاداة السامية.
وأدت جلسة استماع استغرقت 4 ساعات قدم خلالها رئيسات 3 من أفضل الجامعات الأميركية والعالمية شهاداتهن في الكونغرس بشأن التوتر الذي تشهده ساحات الحرم الجامعي على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى غضب كبير بين المانحين والخريجين والطلاب والسياسيين، وأبرزت التوترات المتأججة بين الطلاب اليهود والمسلمين.