نددت دول غربية والأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بالهجوم الذي شنه مستوطنون على قرية قرب قلقيلية بشمال الضفة الغربية، في حين أصيب طفل فلسطيني في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة قريبة.
وهاجم نحو 100 مستوطن قرية جيت شرق قلقيلية مساء أمس الخميس وأطلقوا الرصاص على السكان وقاموا بحرق منازل وسيارات، وجرى الهجوم بينما كان الجيش الإسرائيلي يحاصر القرية.
وأسفر الهجوم عن استشهاد الشاب الفلسطيني رشيد سدة (23 عاما) بعد إصابته برصاص المستوطنين، وشيع مئات الفلسطينيين اليوم الشهيد من مستشفى النجاح في نابلس إلى مسقط رأسه قرية جيت شرق قلقيلية.
ويأتي هذا التطور في ظل تزايد لافت لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية في إطار تصعيد عسكري إسرائيلي مستمر منذ عملية طوفان الأقصى، أسفر حتى الآن عن استشهاد 633 فلسطينيا واعتقال أكثر من 10 آلاف آخرين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استشهد 18 فلسطينيا برصاص المستوطنين، وفق حصيلة رسمية فلسطينية.
إدانات غربية وأممية
وفي ردود الفعل، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك لو اليوم الجمعة إنه يشعر بالصدمة إزاء هجوم المستوطنين على قرية جيت.
وكان البيت الأبيض قال في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية “غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.
ونقل موقع أكسيوس عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله إنه يجب على السلطات الإسرائيلية التدخل لوقف مثل هذا العنف ومحاسبة جميع مرتكبيه.
من جهته، ندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الجمعة بهجمات المستوطنين الإسرائيليين في قرية جيت بالضفة الغربية، وقال إنها تهدف إلى ترويع المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف بوريل، في تغريدة على منصة “إكس”، أن المستوطنين يؤججون العنف في الضفة في ظل إفلات كامل من العقاب، معرضين فرصة السلام للخطر، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى أن توقف تصرفات المستوطنين غير المقبولة فورا.
وقال المسؤول الأوروبي إنه سيقترح فرض عقوبات أوروبية على العناصر التي تدعم عنف المستوطنين، بمن فيهم بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وفي مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة اليوم الجمعة، ندد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره البريطاني ديفيد لامي باعتداء المستوطنين على قرية جيت، ووصف لامي الهجوم بالبغيض.
كما نددت الخارجية الألمانية بهذا الاعتداء وطالبت إسرائيل بحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية ووضع حد لهذه الهجمات ومحاكمة مرتكبيها.
من جانبه، شجب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند بشدة الهجوم على قرية جيت، ودعا الحكومة الإسرائيلية لوقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وفي الإطار، وصفت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني هجوم المستوطنين الدامي على القرية الفلسطينية بالمروع، وقالت إنه ليس منعزلا، وهو نتيجة مباشرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية وصفت هجوم المستوطنين على قرية جيت بأنه “أمر خطير”، وقالت إنه ستتم محاكمة أي منتهك للقانون.
ردود فلسطينية
وفي ردود الفعل أيضا، وصفت الخارجية الفلسطينية اليوم الجمعة هجوم المستوطنين على قرية جيت بأنه إرهاب دولة منظم.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الانتفاض بوجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لهجمات المستوطنين الإرهابية، وفق تعبيرها.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت إن هجوم المستوطنين على قرية جيت وإحراقهم منازل ومركبات للمواطنين يعدان إعلان حرب على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ودعت الفلسطينيين إلى الاستمرار في التصدي للمستوطنين.
تغطية صحفية: انتشار قوات الاحتلال في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية. pic.twitter.com/ku6ZTehZzx
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 16, 2024
مواجهات وإصابات
في غضون ذلك، أصيب طفل فلسطيني اليوم الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في قرية كفر قدوم قرب قلقيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الطفل (13 عاما) أصيب برصاصة في القدم ونقل المصاب للمستشفى لتلقي العلاج.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بالاختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال قنابل الغاز على المشاركين في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في القرية.
من جهتها، أفادت وكالة الأناضول للأنباء باندلاع مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء مسيرة مناهضة للاستيطان في قرية بيتا التي تقع بدورها شرق قلقيلية.
وفي المحافظة نفسها، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الجمعة بلدة عزون، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت قرية برقا شرق رام الله وطردت المصلين من مسجد النور فور انتهاء صلاة الجمعة.