2/10/2023–|آخر تحديث: 2/10/202307:31 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أدانت السلطة الفلسطينية وحركة حماس اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين وحذرتا من التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، فيما أغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل للسماح للمستوطنين بدخوله وأداء طقوسهم، كما قامت قوات الاحتلال بإغلاق عدد من القرى والمدن الفلسطينية وجرت مواجهات بينها وبين الفلسطينيين أدت لوقوع عدد من الإصابات والاعتقالات.
فقد أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية استهداف المسجد الأقصى وزيادة عدد اليهود المشاركين في الاقتحامات، وقالت إن محاولات فرض واقع جديد عليه من شأنها إدخال تغييرات حاسمة على واقعه التاريخي والسياسي والقانوني على طريق تقسيمه مكانيا.
وأشارت الوزارة إلى أن الضم التدريجي الزاحف للضفة الغربية هو حرب إسرائيلية على السلام ومرجعياته وأنصاره.
كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتداءات الاحتلال على المرابطات والمرابطين عند بوابات المسجد الأقصى، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى التصدي والمقاومة للرد على جرائم الاحتلال.
اقتحام بحماية الشرطة
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة ذكرت أن 1468مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم الاثنين بحماية من الشرطة الإسرائيلية.
كما ذكرت مراسلة الجزيرة أن مئات من المستوطنين والمتطرفين اليهود أدوا صلاة تلمودية عند باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن شرطة الاحتلال اعتدت على المرابطين في منطقة باب السلسلة واعتقلت عددا منهم.
وتأتي هذه الاقتحامات في ثالث أيام ما يسمى “عيد العُرش اليهودي”، وسط حراسة أمنية مشددة من قوات الاحتلال، حيث انتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين.
وبدأ “عيد العرش” (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة، الفصح، الأسابيع، العرش) في 29 سبتمبر/أيلول الماضي ويستمر حتى 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ويرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان أن “عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية الانتهاكات المستمرة للمتطرفين في الأقصى والتقييدات المفروضة على الفلسطينيين في البلدة القديمة.
وشددت الوزارة على أن إسرائيل ليس لها سيادة على القدس الشرقية المحتلة ولا تملك فرض قيود على دخول الأقصى.
وفي سياق متصل، قال مركز معلومات وادي حلوة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك والقدس القديمة خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
متحف يهودي
وفي سياق الاعتداء على الحرم القدسي افتتحت سلطات الاحتلال متحفا تهويديا أسفل القصور الأموية على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن المتحف عبارة عن بناء قديم عند سور القدس القديمة واستولى عليه الاحتلال.
وقال المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن ما افتتحه الاحتلال هو بناء من الفترة المملوكية قام الاحتلال بترميمه، ويضم البناء قبوا تم ترميمه وتحويله إلى متحف يضم “روايات توراتية مفبركة”، وتم وضع “مقتنيات تمت سرقتها خلال الحفريات في القدس وتزويرها، والادعاء أنها لليهود”.
الحرم الإبراهيمي
كما أغلقت سلطات الاحتلال المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة أمام المصلين بمناسبة “عيد العرش” اليهودي، وفتحته أمام المستوطنين.
وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي بأن الاحتلال أغلق الحرم الإبراهيمي اليوم وغدا بسبب عيد العرش.
ووفقا للرجبي، “يفتح الحرم بكل أقسامه أمام المستوطنين، ويتم عمل حفلات صاخبة وصلوات تلمودية”.
يذكر أن الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي 10 أيام في كل عام (خلال أعياد مختلفة) أمام المسلمين ويفتحه للمستوطنين في إطار استمرار تقسيمه زمانيا ومكانيا، ويمنع أي وجود فلسطيني، سواء للصلاة أو رفع الأذان، ويترافق ذلك مع إجراءات عسكرية وأمنية واسعة في محيطه.
ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بالخليل، ويوجد فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ العام 1994 قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين عقب مذبحة ارتكبها مستوطن متطرف أسفرت عن استشهاد 29 مصليا.
إصابات واعتقالات وإغلاقات
في الأثناء، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 3 فلسطينيين بأعيرة مطاطية -بينهم طفل أصيب في الرأس- خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 16 فلسطينيا من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة الليلة الماضية واليوم، وتركزت الاعتقالات في مدن القدس ونابلس وجنين ورام الله.
وقال نادي الأسير ان الاحتلال سيحاكم المعتقلين بتهم مقاومة الاحتلال، وأكد نادي الأسير أن الاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين بلغت أكثر من خمسة آلاف حالة منذ بداية العام الحالي.
وتزامنت تلك التطورات مع قيام قوات الاحتلال بإغلاق عدد من البلدات والمواقع في الضفة الغربية المحتلة، لتوفير الحماية للمستوطنين المحتفلين بعيد العرش.
ويفرض جيش الاحتلال خلال الأعياد اليهودية إغلاقا تاما على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي الخليل، أغلق جيش الاحتلال البلدة القديمة في المدينة، واقتحمت قوات كبيرة من الاحتلال وسط الخليل، وأغلقت المحال التجارية وفرضت منعا للحركة، لتأمين دخول مئات المستوطنين إلى منطقة أثرية وأداء طقوس دينية فيها، حيث يقتحم المستوطنون قبرا أثريا في مناسباتهم الدينية ويزعمون أنه يعود إلى مئات السنوات ويحتوي على ضريح لرجل دين يهودي يدعى عتنائيل بن قنز.
وتسببت تلك الإغلاقات بإعاقة وصول طلبة ومعلمين إلى 27 مدرسة جنوبي الخليل.
كما أغلق جيش الاحتلال محيط نابلس، وأغلق أيضا المنطقة الأثرية ببلدة سبسطية أمام الفلسطينيين وفتحها للمستوطنين، كما فتح منطقة جبل عيبال أمام المستوطنين، بحسب مصادر محلية.