أحال ممثلو ادعاء أميركيون إلى القضاء منشورا يحمل تهديدا كتبه الرئيس السابق دونالد ترامب على منصة للتواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، وقالوا إنه يشير إلى احتمال ترهيب شهود بالكشف -بشكل غير مناسب- عن أدلة سرية حصل عليها من السلطات.
وكتب ترامب أمس الجمعة في منشور على منصة تروث سوشال التي يملكها عبارة “إذا لاحقتموني سوف ألاحقكم”، وذلك بعد يوم واحد من الدفع ببراءته من اتهامات بأنه دبر مؤامرة جنائية لتغيير نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020 والتي انتهت بهزيمته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقال مكتب المستشار الخاص جاك سميث في الدعوى التي تم رفعها أمام محكمة واشنطن الاتحادية إن منشور ترامب أثار مخاوف من أنه قد يكشف علانية عن مواد سرية، مثل محاضر هيئة المحلفين الكبرى التي حصل عليها من ممثلي الادعاء.
وفي إطار عملية معروفة باسم المكاشفة، يُطلب من ممثلي الادعاء تزويد المتهمين بالأدلة ضدهم حتى يتمكنوا من إعداد المرافعات.
وكتب ممثلو الادعاء “يمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي ضار على الشهود أو يؤثر سلبا على عدالة القضاء في هذه القضية”، مشيرين إلى أن ترامب لديه سجل من مهاجمة القضاة والمحامين العامين والشهود في قضايا أخرى ضده.
وأصدر متحدث باسم ترامب بيانا دافع فيه عن منشور الرئيس السابق.
مطاردة سياسية
ويقول ترامب إن جميع التحقيقات التي يتعرض لها جزء من مطاردة سياسية من خصمه الرئيس جو بايدن تهدف لعرقلة حملته لخوض انتخابات 2024.
وقال على منصته “تروث سوشال” إن “خصمي السياسي وجّه إلي وابلا من الدعاوى الضعيفة.. التي تتطلب الكثير جدا من وقتي ومالي للبت فيها”. وأضاف “هذا تدخل انتخابي وعلى المحكمة العليا أن تتدخل”.
لكن لا يبدو حتى الآن أن متاعب ترامب القانونية نالت من الدعم القوي له بين الناخبين الجمهوريين ومن مسعاه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي في 2024.
ويتقدم ترامب بفارق كبير على أقرب منافسيه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بنسبة 54% مقابل 17% وفق ما أظهر استطلاع أجرته مؤخرا صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا.
وتبدأ اجتماعات المجالس الانتخابية (كوكس) والانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 في يناير/كانون الثاني، وسينعقد المؤتمر الذي سيتم فيه الإعلان عن المرشح في 15 إلى 18 يوليو/تموز في ميلووكي بولاية ويسكونسن.
وقد تعني مختلف دعاوى ترامب الجنائية أن يمضي الرئيس السابق وقتا في المحكمة بمقدار ما يمضيه في الحملة الانتخابية إن لم يكن أكثر.
ويمكن لترامب أيضا أن يستمر في ترشحه للانتخابات حتى في حال إدانته في قضية جنائية أو أكثر، فلا شيء في الدستور يمنع مدانا من خوض السباق إلى البيت الأبيض.