في الوقت الذي تحرك فيه صور الدمار في غزة مشاعر المجتمع الدولي، تستمر إسرائيل في تسليط الضوء على تلك “المجازر” التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي باعتبارها رصيدا إستراتيجيا في حرب المعلومات التي تشنها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لأن تقديم صورة تجلب تعاطف العالم إستراتيجية لا تقدر بثمن ووسيلة للتمويل والضغط.
هكذا لخصت صحيفة ليبراسيون -تقريرا بقلم مراسلها في تل أبيب نيكولا روجر- قال فيه إن الجيش الإسرائيلي وحماس ينشران صورا يومية على الإنترنت للتباهي بقدراتهم، في مرحلة من حرب المعلومات التي تعد إحدى أهم جبهات الصراع بالنسبة للرأي العام الوطني والدولي.
القيادة الإسرائيلية اليوم تخشى أن تمحو صور الدمار في غزة التي تتدفق بشكل لا يطاق بسبب العنف والتكرار، تدريجيا صور ما تعتبره مذابح في الكيبوتسات
نريد أن يعرف العالم
ولأهمية التواصل مع العالم، نشر رجال حماس على الفور تقريبا محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى على الهواء مباشرة لأحداث “طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول -كما يقول المراسل- ولكن القيادة الإسرائيلية اليوم تخشى أن تمحو صور الدمار في غزة التي تتدفق بشكل لا يطاق بسبب العنف والتكرار، تدريجيا صور ما تعتبره مذابح في الكيبوتسات.
ولتغيير هذا الاتجاه، قام جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بتجميع فيلم عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تم عرضه يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول أمام أكثر من 2000 صحفي أجنبي، وهذا الفيديو الذي تبلغ مدته حوالي 45 دقيقة، يعرض الآن للجهات الخارجية وللوفود البرلمانية، وهو حصري ويُحظر إجراء تسجيلات منه.
وأثناء العرض الأول في قاعدة عسكرية، قام المكتب الصحفي التابع لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور تقريبا بتغريد صور الصحفيين الحاضرين في العرض، وقد بدت عليهم الصدمة بشكل واضح بعد أن رأوا صور الجثث المشوهة والبقايا المتفحمة، فيما يبدو أنه جزء من الخطة الإعلامية.
وقد فهرس العديد من المواقع هذا المحتوى لتسهيل الوصول إليه بسرعة، وقام موقع غامض يستضيفه العملاق الإسرائيلي ويكس، بجمع معظم مقاطع الفيديو والصور الموجودة في بث الجيش الإسرائيلي، وصنفها بحيث تحتوي كل صفحة على حد أدنى من المعلومات وحد أقصى من المحتوى دون رقابة ودون تحذيرات أو مرشحات، ويمكن تنزيلها مجانا.
وقال جنرال إسرائيلي فضل عدم الكشف عن هويته “إن خطورة مقاطع الفيديو هذه تكمن في أنها تحقق هدف حماس بأن ننتقل من الخوف إلى الذعر، ومع أهمية الخوف، فإن السكان المذعورين يشكلون خطرا ويرتكبون الأخطاء”.