أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن طريق الخطأ بيانا يدين إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، رغم أن المحكمة لم تصدر بعد قرارا كهذا.
وتم نشر البيان باللغة الإنجليزية لفترة وجيزة على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية قبل أن يتم حذفه بعد مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية التي أوردت الخبر.
وتتداول المحكمة منذ 4 أشهر بشأن طلب المدعي العام كريم خان بإصدار أوامر اعتقال دولية بحق نتنياهو وغالانت ومسؤولين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكنها لم تتخذ قرارا بهذا الشأن حتى الآن.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن الحادث كان خطأ بشريا، لكنه أقر بأن الوزارة تستعد لإمكانية إصدار أوامر الاعتقال قريبا، وهو ما دفعها لصياغة بيان إدانة بشكل مسبق، قبل أن يستدرك بأن إسرائيل مع ذلك لا تعرف ما إذا كانت المحكمة ستعلن قرارها أو متى.
خان يلح على إصدار أوامر الاعتقال
ومؤخرا، جدد المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلبه من القضاة البتّ بشكل عاجل في أوامر اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وشدد في الوقت ذاته على أنه يحق للمحكمة مقاضاة المواطنين الإسرائيليين.
وفي طلب للمحكمة نُشر الجمعة، حث خان القضاة الذين ينظرون في مذكرات الاعتقال المطلوب إصدارها بحق مسؤولين إسرائيليين وقادة من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على اتخاذ قرارهم بسرعة ودون تأخير.
وقال خان “أي تأخير غير مبرر في هذه الإجراءات يؤثر سلبا على حقوق الضحايا”، وأكد أن المحكمة تتمتع بالولاية القضائية على الإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم وحشية في الأراضي الفلسطينية، وطلب من قضاة المحكمة رفض الطعون التي قدمتها عشرات الحكومات والأطراف الأخرى.
وقال خان في طلبه للمحكمة “من الراسخ قانونا أن المحكمة تتمتع بولاية قضائية في هذا الموقف”، رافضا الحجج القانونية القائمة على أحكام في اتفاقيات أوسلو وتأكيدات إسرائيل بأنها تجري تحقيقات فيما يثار عن ارتكابها جرائم حرب.
ويقول مدّعو المحكمة الجنائية الدولية إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
يذكر أنه في 20 مايو/أيار الماضي، طلب كريم خان من الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
كما طالب بإصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم حركة حماس يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، على خلفية هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ردا على انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين والأقصى والمقدسات.