طالبت الخارجية الإسرائيلية سفاراتها في أنحاء العالم بالاستعداد لتداعيات محتملة إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن وزير الخارجية يسرائيل كاتس أصدر تعليماته لجميع البعثات الإسرائيلية “للاستعداد الفوري لموجة شديدة من أحداث معاداة السامية واليهود وإسرائيل”، على حد زعم بيان للخارجية الإسرائيلية.
كما أصدر كاتس تعليماته بإشراك المنظمات اليهودية في الخارج بشأن ضرورة الاستعداد لهذه الأحداث، بما في ذلك تنسيق تعزيز الأمن حول المؤسسات اليهودية مع السلطات.
وقال كاتس “نتوقع من المحكمة عدم إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار في المستويين السياسي والأمني”.
وعلى صعيد متصل، دعا مسؤول إسرائيلي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق مسؤولين إسرائيليين، منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست، الاثنين، عن مسؤول إسرائيلي -لم تسمه- قوله إنه لا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية (تابعة للأمم المتحدة ومقرها بمدينة لاهاي في هولندا) التحرك ضد نتنياهو وكبار ضباط الجيش دون دعم علني أو تكتيكي من الولايات المتحدة.
أين بايدن؟
وداعيا الرئيس الأميركي إلى التحرك، تساءل المسؤول الإسرائيلي “أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من المحتمل إلقاء إسرائيل تحت الحافلة؟”.
في حين قال موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي، في وقت سابق، إن الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، ليست من بين الـ124 دولة الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكنها تشارك في جهود لعرقلة إصدار مذكرات الاعتقال.
وعندما سئلت المحكمة الجنائية الدولية عن تقارير إعلامية عن مذكرات الاعتقال، قالت لشبكة “إن بي سي نيوز” إن لديها “تحقيقا مستقلا مستمرا فيما يتعلق بالوضع في دولة فلسطين، وإنه ليس لدينا أي تعليق آخر للإدلاء به في هذه المرحلة”.
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر مطلعة -لم تسمها- قولها إن نتنياهو خائف ومتوتر بشكل غير طبيعي، جراء احتمال صدور مذكرة اعتقال بحقه.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أجرى خلال الأيام الماضية، عددا مكثفا من المكالمات الهاتفية مع زعماء ومسؤولين دوليين في محاولة للضغط لمنع صدور مذكرة اعتقال بحقه، وخاصة مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال نتنياهو يوم الجمعة إن إسرائيل “لن تقبل أبدا أي محاولة من جانب المحكمة الجنائية الدولية لتقويض حقها الأصيل في الدفاع عن النفس”.
وزعم نتنياهو أن “التهديد باعتقال الجنود والمسؤولين في الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والدولة اليهودية الوحيدة في العالم أمر مثير للغضب”، مضيفا “لن ننحني لها”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارا هائلا، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة، رغم إصدار مجلس الأمن قرارا بوقف القتال فورا، وكذلك رغم صدور تعليمات من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ومنذ 17 عاما، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية