كشف مسؤولون إسرائيليون ولبنانيون أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجري محادثات مع إسرائيل ولبنان ووسطاء لحزب الله بهدف تقليل التوترات الحالية واستعادة الهدوء على المدى الطويل من خلال نقل قوات حزب الله بعيدا عن الحدود، لكن في المقابل نقلت صحيفة “المونيتور” عن مصدر عسكري إسرائيلي أن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله تتضاءل.
وذكرت المونيتور نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي -اشترط عدم كشف هويته- قوله إن إسرائيل ترصد زيادة مطردة وبطيئة في هجمات حزب الله على إسرائيل، مضيفا أن “استمرار التصعيد سيوصلهم إلى حريق هائل، وإن كان حزب الله يريده فسيحدث بالنهاية”.
وقال “نحن نقدر بشدة جهود الوسيط الأميركي آموس هوشستين والمشاركة المفيدة للفرنسيين، لكن حزب الله جاء إلى هذا العالم لمحاربة إسرائيل، وليس للتوصل إلى اتفاقات معها، وأولئك الذين يريدون القتال سيجدون أنفسهم في حالة حرب”.
في المقابل، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين أن المحادثات التي يقودها الوسيط الأميركي تركز بشكل مباشر على منع المناوشات على الحدود من التحول إلى صراع شامل.
وقال المسؤولون للصحيفة إن واشنطن أرسلت رسائل إلى إسرائيل ولبنان وحزب الله تحذرهم من أن خطر التصعيد مرتفع للغاية، وشجعتهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب حرب يمكن أن تجتذب إيران وجماعات إقليمية مسلحة أخرى والولايات المتحدة إلى الصراع.
وذكر مسؤول لبناني رفيع للصحيفة أن واشنطن تتواصل مع حزب الله من خلال وسطاء هم رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس البرلمان اللبنانيون.
وبالإضافة إلى جهودها لاحتواء خطر التصعيد المباشر، تناقش إدارة بايدن أيضا -بحسب الصحيفة- معايير اتفاق طويل الأمد لزيادة الاستقرار بما يساعد على عودة النازحين إلى شمال إسرائيل وجنوب لبنان.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تسعى إلى أن يكون الجيش اللبناني هو القوة الوحيدة الموجودة، ودفع قوات حزب الله بعيدا عن الحدود مع إسرائيل.
وذكرت نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات أن المسؤولين الإسرائيليين أرسلوا رسائل متضاربة بشأن مسافة ابتعاد حزب الله عن الحدود، وطلب مقترح إسرائيلي ابتعاد حزب الله 5 كيلومترات على الأقل، في حين طلب مقترح آخر ابتعاده 8 كيلومترات.
وقالت إن مسؤولي إدارة بايدن لم يتخذوا بعد موقفا رسميا بشأن المسافة التي سيبتعد فيها حزب الله عن الحدود حرصا على مرونة المفاوضات، لكنهم يعتقدون أن حزب يجب أن يبتعد أكثر من 5 كيلومترات.
وأضافت أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظراءهم في لبنان وإسرائيل أن استعادة الهدوء على الحدود غير مرجحة قبل إنهاء إسرائيل حربها على قطاع غزة.
ووفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين، فإن إسرائيل فكرت مع تصاعد التوترات على الحدود في شن هجوم كبير على حزب الله في لبنان، وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل يجب أن تشل حزب الله قبل أن يفتح جبهة ثانية، لكن إدارة بايدن حثت إسرائيل على عدم الهجوم لأن المعلومات الاستخباراتية حينها أظهرت أن حزب الله وحلفاء طهران لا يريدون حربا مع إسرائيل.
إلى جانب ذلك، فإن الولايات المتحدة قدّرت -بحسب المسؤولين الإسرائيليين- أن حزب الله سيتعافى فورا من الضربة الإسرائيلية، ويطلق وابلا ضخما من الصواريخ على أهداف إستراتيجية في إسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن القادة الإسرائيليين كانوا منقسمين بشدة بشأن تنفيذ الهجوم الجوي المقترح على حزب الله، واتفقوا أخيرا على السعي إلى حل دبلوماسي، وبعد وقت قصير من موافقة إسرائيل، بدأ الوسيط الأميركي رحلات مكوكية ركزت على إبقاء تبادل إطلاق النار على الحدود عند أدنى مستواياته.
وبحسب تقديرات هؤلاء المسؤولين الأميركيين، فإن حزب الله “أظهر قدرا من ضبط النفس” وكان عدد قتلى الإسرائيليين منخفضا نسبيا “لأن حزب الله كان يطلق عمدا عددا من الصواريخ في مناطق غير مأهولة”، بحسب الصحيفة.