أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت من مخيم بلاطة بمدينة نابلس بعد اعتقالها عددا من الفلسطينيين، في حين اعتدى مستوطنون متطرفون على تجمعين فلسطينيين وسط الضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال قد تسللت إلى المخيم وتمركزت في أحد المنازل في حارة الجماسين، كما أرسلت تعزيزات عسكرية إلى داخل المخيم ترافقها جرافة، حيث دارت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين.
وداهمت قوات الاحتلال حيي رأس العين والقريون، ونصبت حواجز فيهما، وأوقفت عددا من الشبان وفتشت ودققت في هوياتهم، كما شوهدت قوة إضافية راجلة تقتحم حيي العطعوط وباب الساحة داخل البلدة القديمة من المدينة.
وأصيب شاب برصاص الاحتلال بالقدم ونقل إلى المستشفى، كما أصيب شاب آخر بشظايا الرصاص بالقدم وتلقى العلاج ميدانيا. كما نقلت طواقم الهلال الأحمر إلى المستشفى طفلا يبلغ (4 سنوات) أصيب بعضة كلب بوليسي تابع للاحتلال في مخيم بلاطة.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مناطق عدة الليلة الماضية وفجر اليوم، وشنت حملات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في بلدة الخَضِر غرب بيت لحم ودهمت عددا من المنازل. كما أطلقت قنابل الغاز المدمع والقنابل الصوتية في بلدة حوسان ودهمت منازل فيها، وسيّرت دورياتها في البلدة وسط مواجهات.
كما داهمت قوات الاحتلال قرى قفين شمالي مدينة طولكرم وعزون والنبي إلياس شرق مدينة قلقيلية ومخيم الجلزون شمالي مدينة رام الله؛ حيث اعتقلت عددا من الشبان.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عَرابة جنوب غرب مدينة جنين، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال منعت طواقمه من إسعاف شاب بعدما أصابته واعتقلته مصابا.
ومنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما تلاها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة ينفذ جيش الاحتلال اقتحامات يومية لمدن الضفة مصحوبة باعتقالات للشبان الفلسطينيين.
اعتداءات المستوطنين
في الأثناء، واصل المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، حيث اعتدى مستوطنان يهوديان على الأب نيقوديموس شنابل رئيس الرهبان البندكتين في الأراضي المقدسة خلال مروره بأزقة البلدة القديمة بالقدس المحتلة أمس السبت.
وأهان المستوطنان الديانة المسيحية والسيد المسيح وبصقا على رجل الدين.
ونددت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين بالاعتداءات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية، وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن “بإنهاء الجرائم الفاشية” الإسرائيلية.
مستوطنان يتهجمان على رجل دين مسيحي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث بصقا عليه وشتما النبي عيسى عليه السلام بألفاظ نابية.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/x1dKeETa6P
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) February 4, 2024
كما اعتدى مستوطنون على سكان رأس العوجا شمالي مدينة أريحا في غور الأردن، وقال شهود عيان إن الاعتداءات جرت تحت حماية جنود من جيش الاحتلال.
وقالت هيئة مقاومة الجدار (حكومية) في بيان إن هدف الهجمات المتكررة وتضييق سبل العيش وعمليات الهدم والتدمير للممتلكات دفع سكان التجمع لترك أراضيهم وأماكن سكنهم.
ونشرت الهيئة مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر مستوطنين مسلحين وهم يقتحمون حظيرة أغنام ويسرقونها.
تغطية صحفية: “مقطع يوثق اعتداءات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال على أهالي تجمع راس العوجا شمال أريحا وسرقة مواشيهم”. pic.twitter.com/K8JYSjS0wg
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) February 3, 2024
بدوره، قال المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو (غير حكومية) حسن مليحات، إن عشرات المستوطنين اقتحموا تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا.
وأضاف أن المستوطنين فرضوا حصارا بأجسادهم وأغنامهم لمنع سكان التجمع من إخراج أغنامهم من الحظائر في ساعات الصباح الباكر في محاولة منهم لتضييق الخناق على التجمع.
ويشهد تجمع عرب المليحات اعتداءات يومية منذ مطلع عام 2024 في محاولة من إسرائيل ومستوطنيها، ممارسة ضغوط لترحيل التجمع.
بحماية جنود الاحتلال.. مستوطنون يقتحمون حظيرة أغنام في منطقة عرب المليحات شمال أريحا بهدف سرقتها#حرب_غزة pic.twitter.com/nXkv8mXBnE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 4, 2024
وفي سياق متصل، فرق الجيش الإسرائيلي وقفة نظمها الفلسطينيون، تنديدا بالاعتداء على أراضيهم ومراعيهم، في منطقة نير بمسافر يطا جنوب مدينة الخليل، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
واعتقل الجيش الإسرائيلي خلال تفريق الوقفة شابا وأصيب عدد آخر بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المدمع، وفقا لوكالة وفا.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن الاعتداءات تأتي “تحديا” لقرار واشنطن فرض عقوبات على 4 مستوطنين بتهمة ممارسة العنف ضد الفلسطينيين.
وقالت في بيان إن “المستوطنين يتحدون الأمر التنفيذي الأميركي ويواصلون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين بحماية إسرائيلية رسمية”.
والخميس، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، أمرا تنفيذيا يسمح بفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فضلا عن إدراج 4 منهم على القائمة السوداء، وفق مصادر رسمية.
قانون ليهي
وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل إجابات عاجلة بشأن سلسلة من الحوادث في الضفة الغربية قد يكون الجيش الإسرائيلي انتهك فيها قانون ليهي.
وبحسب تلك المصادر، فإنه إذا لم تكن الإجابات مرضية للولايات المتحدة فهذا يعني وفق قانون ليهي أن القوات الإسرائيلية العاملة في الضفة الغربية قد لا تتلقى دعما أمنيا أميركيا.
ويحظر قانون ليهي -الذي أقره الكونغرس الأميركي عام 1997- على حكومة الولايات المتحدة تقديم دعم مالي أو مساعدات لقوات أجنبية متورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.