17/7/2025–|آخر تحديث: 16:28 (توقيت مكة)
تناول الإعلام الإسرائيلي الحديث المتواصل عن المدينة التي تحاول الحكومة إقامتها جنوب قطاع غزة والتي تسميها بالإنسانية، وقال محللون إن اليهود في الولايات المتحدة يعتقدون أن ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يتعارض مع القيم اليهودية ومصالح إسرائيل.
وكان رئيس الأركان إيال زامير قد أكد أن إقامة هذه المدينة يتطلب الكثير من الوقت والمال، فيما وصفها لواء الاحتياط يسرائيل زيف بأنها أكبر معسكر اعتقال في التاريخ.
لكن نتنياهو الذي فوجئ بحديث قادة الجيش طلب تقديم بديل أسرع وأرخص وأكثر منطقية لإقامة المدينة، التي قال مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش أمير بار شالوم إنها تمثل نوعا من الجنون، لأنها ستجعل تل أبيب مسؤولة عن توفير كل سبل الحياة لـ600 ألف فلسطيني.
كما تساءل بار عما إذا كانت هذه المدينة ستظل في جنوب القطاع أم إنها ستمتد لاحقا إلى شماله؟ مؤكدا أن “إسرائيل وحدها من سيتحمل تكلفة هذه المدينة لأن العالم لن يدفع”.
خطأ كبير
وفي السياق نفسه، قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 نير دفوري إن الأجهزة الأمنية تعتقد أن السيطرة على هذه المدينة وإدارتها تعني عمليا حكم القطاع عسكريا.
ووفقا لدفوري، فإن هذه المدينة “ستكون خطأ كبيرا لأن إسرائيل ستكون مسؤولة تماما عن توفير الطعام والشراب والدواء والمسكن والبنى التحتية لـ600 ألف فلسطيني بشكل كامل”.
وإلى جانب ذلك، فإن القانون الدولي “يلزم إسرائيل بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المدينة، التي تقدر تكلفة إنشائها بـ3 مليارات دولار، فيما تتطلب إدارتها خلال العام الأول 3 مليارات أخرى”.
ومن الناحية العملية لا تقدم هذه المدينة حلا ولو جزئيا لمشكلة إسرائيل لأنها تستهدف 600 ألف فقط من بين مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، وفق القائد السابق لسلاح البر اللواء احتياط غاي تسور، الذي لفت إلى أن الجيش لن يكون قادرا على التميير بين المدنيين والمقاتلين في هذه المدينة.
نتنياهو مسؤول عن معاداة السامية
وفيما يتعلّق بتداعيات ما يحصل في غزة على إسرائيل واليهود عموما، نقلت القناة الـ11 حديث الممثل الأميركي ماندي باتينكين لصحيفة “نيويورك تايمز”، والذي قال فيه إن نتنياهو وحكومته المتطرفة “يتحملان مسؤولية تزايد معاداة السامية في العالم”.
واعتبر باتينكين أن نتنياهو يخاطر بمستقبل اليهود في أنحاء العالم وليس بدولة إسرائيل، وقال إن “من غير المقبول تفعل بالآخرين ما فعله آخرون بآبائك وأجدادك”.
واتفق الرئيس المشارك بمعهد هارتمان يهودا كيرتسر مع هذا الحديث بقوله إن كثيرا من يهود الولايات المتحدة يعتقدون أن ما يحدث في غزة يتناقض مع استمرار الحرب، وإن غالبيتهم ترفض ما تقوم به إسرائيل.
فالحركة الإصلاحية -وهي الأكبر بين يهود أميركا- أصبحت مترددة وقلقة، وتتساءل عن مدى صوابية الحرب من الناحية الإستراتيجية، حسب كيرتسر، الذي قال إن هذه الحركة “تعتقد أن قتل 60 ألف مدني وتجويع الناس يناقض القيم اليهودية”.