11/2/2025–|آخر تحديث: 11/2/202512:44 ص (توقيت مكة)
تساءل الإعلام الإسرائيلي عن المغزى الحقيقي للرسائل التي أرادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إيصالها من خلال مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين، مشيرا إلى أن الحركة لم تكتف بإدارة الحدث، بل استغلته لتوجيه رسائل داخلية وخارجية.
وأكد محللون أن حركة حماس لا تبدي اهتماما بالتهديدات الإسرائيلية، بل ترد عليها بتحدّ واضح، مما يعكس ثقتها في موقفها السياسي والميداني.
وخلال نقاش في القناة 12 الإسرائيلية، تساءلت المذيعة عن الأهداف التي تسعى حماس لتحقيقها من خلال هذه المراسم، خاصة مع ظهور الأسرى الإسرائيليين في وضع صعب.
وردا على ذلك، أوضح مراسل الشؤون العربية في القناة أوهاد حمو أن الحركة وجّهت رسائل متعددة، أولها إلى الإسرائيليين باللغة العبرية، وأخرى إلى الإدارة الأميركية، في إشارة إلى رفضها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستقبل الوضع في قطاع غزة.
أما القناة 13، فقد سلطت الضوء على عدم استجابة حماس للرسائل الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة بدورها تبعث بتهديدات مباشرة.
حماس لا تبالي
وأكد محلل الشؤون الفلسطينية حِزي سيمانتوف أن حماس لا تبالي بالضغوط الإسرائيلية، مشددا على أنها تريد الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات تبادل الأسرى، وإذا تأخر الاتفاق فإنها قد تعرقل الدفعات القادمة.
وفي السياق ذاته، اعتبر محلل الشؤون العسكرية ألون بن دافيد أن صور قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال متابعة عملية الإفراج كشفت عن عنصر المفاجأة لديهم، رغم معرفتهم المسبقة بالحدث.
وأكد أن هذه الصور تعكس بوضوح قدرة حماس على إدارة المشهد الميداني والسياسي داخل غزة.
في حين أشار مذيع القناة 12 إلى أن المشاهد الصادرة من غزة تؤكد أن حماس ما زالت تفرض سيطرتها الكاملة على القطاع.
أما ميخائيل ميلشتين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، فأوضح أن الحركة أرادت إيصال رسالة واضحة بأنها القوة الحاكمة والمسيطرة، معتبرا أن ذلك يتناقض مع الطروحات الإسرائيلية التي تسعى لفرض سيناريو “اليوم التالي” بعد حماس.
عمى إستراتيجي
من جهته، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الوضع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن استمرار حكم حماس هو نتيجة “العمى الإستراتيجي” الذي أصاب القيادة الإسرائيلية.
وأضاف أن القضاء على حماس لا يكون بملاحقة مقاتليها أو استهداف ترسانتها العسكرية، بل بإيجاد بديل حقيقي يحكم غزة.
أما قناة “آي 24″، فقد ركزت على استمرار ظهور الأسلحة في قطاع غزة خلال كل عملية تبادل للأسرى، مؤكدة أن ذلك دليل على أن العمل العسكري لم يحقق أهدافه.
وأوضح المحلل العسكري يوسي يهوشوع أن إسرائيل لم تنجح في القضاء على حماس عسكريا أو سياسيا، معتبرا أن هذا الواقع لم يكن مفاجئا، لكنه يفرض تحديات جديدة على الحكومة الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، تطرق الإعلامي أفري جلعاد في القناة 12 إلى الصور المتداولة للأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجانبين يظهران في حالة سيئة، مما يعكس صعوبة الظروف التي يمر بها الأسرى في كلا المعسكرين.
وأضاف أن هناك تفاعلا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي مع هذه المشاهد، مما يزيد من الضغط الشعبي على القيادة الإسرائيلية.