استعرض الإعلام الإسرائيلي في نقاشاته تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وتداعيات تفجير مدرعة النمر الذي أسفر عن مقتل 8 جنود وجرح آخرين.
وبحسب رئيس شبعة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا يسرائيل زيف، فإن تفجير مدرعة النمر أمر غير مقبول، ويجب التحقيق فيه لأنه وقع خلال القتال قبل الانتهاء من معركة رفح، موضحا أن التحقيق يمكن أن يساعد في إنقاذ حياة جنود آخرين خلال الأسبوعين المقبلين من الحرب هناك.
وأشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان لديها الكثير من الوقت لاستخلاص العبر والاستعداد لقتال الجيش الإسرائيلي، وأوضح أن العبوة كانت جاهزة وتنتظر مرور قافلة جيش الاحتلال التي كان يجب عليها ألا تمر بهذا الطريق وأن تشق طريقا جديدا، أو التحرك بطريقة أخرى، وتوقع في حال حدوث التحقيق أن تتم الإجابة على الكثير من الأسئلة.
ومن جهته، قال محلل الشؤون الفلسطينية في القناة الـ12 العبرية حيزي سيمانتوف إن حماس تسعى إلى تنفيذ المزيد من العمليات باستهداف الجيش في طرقات منطقة رفح، موضحا أن العملية الأخيرة كانت دمجا بين عبوة ناسفة مدفونة وعبوة تلصق على جوانب المصفحات.
وأضاف أن المقاومة تختبئ في المباني المهدمة والأنفاق، وتكثف جهودها لتهاجم جيش الاحتلال في رفح، لأن مثل هذه العملية التي قتل فيها 8 جنود تمنح حماس حالة من الدعم الكبير.
أما محلل الشؤون السياسية في قناة كانْ 11 فأرجع تدمير مدرعة النمر إلى أن جنود جيش الاحتلال كانوا يحملون كمية كبيرة من المواد المتفجرة خارج المدرعة، ظنا منهم أنها ستنفجر ولكن الجنود بالداخل سيكونون في أمان، وهو ما لم يحدث، وفق قوله.
حماس تعيد بناء هياكلها
وقال مراسل الشؤون العربية في القناة 12 أوهاد حمو إن حركة حماس كانت على وشك الانهيار والتفتت خلال القتال الضاري وخاصة في خان يونس، ولكنه أكد أن الحركة أعادت بناء نفسها، مشيرا إلى نشاط عناصر حماس في دير البلح ومخيمات الوسط، كما أن أجهزة حماس الأمنية عادت للظهور والعمل مجددا، وفقا لما ذكره له شهود عيان.
وبناء على قراءته للواقع الميداني، فإن حمو يرى أن عملية رفح لن تشكل تغييرا كبيرا كما كان متوقعا، داعيا إلى إعادة التفكير من جديد في كل القصة المسماة “قضية غزة”.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14 هليل بيتون روزين إن “الأحداث القاسية أثارت غضب ضباط كبار يقاتلون في منطقة رفح، وقال أحدهم إما أن يحتل الجيش كل شيء وننتصر، وإما أن ننسحب من عزة”.
وأضاف الضابط أننا دفعنا ثمنا كبيرا لغياب اتخاذ القرارات الفورية، في حين قال ضابط آخر إن “خدعة احتلال رفح فاشلة، لأن سلاح الهندسة لا يمتلك ذخيرة أو مركبات كافية لإنشاء منطقة آمنة على امتداد محور فلادلفيا”، داعيا إلى عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يجب أن يجوعوا لينكسروا أو أن نموت نحن، بحسب المراسل.
وأما وزير مجلس الحرب ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت فقال إن هناك أشخاصا في الحكومة يتحدثون عن احتلال كل قطاع غزة وفرض حكم عسكري وإعادة بناء المستوطنات، لكننا لا نرى أي تقدم حتى الآن لتحقيق أهداف الحرب.