قالت الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين إن طهران تتعامل بمسؤولية مع أمن الملاحة البحرية، وإنها جزء أساسي في ضمان أمن المياه الإقليمية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ليست في موقف يسمح لها بتوجيه الاتهامات إلى إيران.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في مؤتمر صحفي- أنه “لا قيمة” لاتهامات واشنطن لبلاده باستهداف سفينة في المحيط الهندي نهاية الأسبوع الماضي، مجددا رفضه تلك الاتهامات التي قال إنها تُطرح لأهداف سياسية وللتغطية على الجرائم الأميركية في قطاع غزة، وفق قوله.
وأضاف كنعاني أن “المتهم الأكبر” في الشهرين الماضيين هو الإدارة الأميركية “المسؤول الأول والأخير عن بدء الحرب الإسرائيلية واستمرارها”، وأن أيران “تعد دائما جزءا أساسيا في أمن الملاحة البحرية”.
وجاءت تصريحات الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين بعد تعرض سفينة تجارية أول أمس السبت لهجوم بطائرة مسيّرة في المحيط الهندي ألحق بها أضرارا دون سقوط ضحايا، وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن هذه الطائرة “أطلقت من إيران”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري أميركي أن سفينة حاويات مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي تعرضت لهجوم بمسيّرة في المحيط الهندي يوم الجمعة الماضي.
يأتي ذلك في أعقاب سلسلة هجمات شنتها جماعة أنصار الله الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر غربي اليمن قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك “نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي في قطاع غزة”، وفق تصريحات قيادات في الجماعة.
إلى ذلك، وجه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية انتقادات إلى الحكومة البريطانية، قائلا إن المملكة المتحدة لطالما أدت “دورا في زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة”.
وفي رده على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون التي قال فيها إن لإيران “تأثيرا خبيثا كليا في المنطقة والعالم” تعهد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بتعزيز إجراءات الردع ضدها وضد حلفائها.
وسبق أن نفت طهران مرارا أي ضلوع لها في الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن، وقال مسؤول إيراني أمس الأحد إن اتهامات إسرائيل لبلاده باستهداف السفن بالمسيّرات “كذب، وهدفها سياسي”، محذرا من أن أي تحرك إسرائيلي يهدد أمن طهران القومي في الممرات المائية الدولية “سيقابل برد لا تتوقعه”.
وأضاف المسؤول الإيراني للجزيرة أن فكرة إنشاء تحالف دولي في البحر الأحمر وباب المندب “ستعقّد الأوضاع وتعمق عدم الاستقرار”، وأشار إلى أن طهران قالت لواشنطن صراحة “إننا لسنا إطفائيي حرائق، ولا نصدر أوامر لحلفائنا في محور المقاومة”، وإن هجمات الحوثيين هي “نتيجة للموقف الأميركي الداعم بالكامل لإسرائيل”، وفق قوله.
يأتي ذلك في ظل إعلان واشنطن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات قال البنتاغون الخميس الماضي إن أكثر من 20 دولة وافقت على المشاركة فيه لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر.
كما ردت جماعة الحوثي بشأن هذا التحالف أن عملياتها في البحر الأحمر لن تتوقف بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، و”ليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد”، وفق قولها.