احتجزت إيطاليا 3 سفن لإنقاذ المهاجرين تديرها منظمات أوروبية غير حكومية خلال 48 ساعة، وذلك بموجب قواعد الهجرة الصارمة الجديدة التي فرضتها الحكومة اليمينية.
ويأتي التحفظ المؤقت على السفن الثلاث، التي تم احتجازها جميعها في موانئ بعد استكمال عمليات الإنقاذ وسط البحر المتوسط، مع استمرار تزايد أعداد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا رغم الجهود التي تبذلها رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني لوقف تدفقهم.
وجرى احتجاز السفينة الألمانية “سي آي 4” بعد أن نقلت 114 مهاجرا إلى ميناء ساليرنو جنوب البلاد، وتم إبلاغها بأنه لا يمكنها الإبحار لمدة 20 يوما. وقالت مجموعة “سي آي” في بيان إنه تم تغريمها أيضا قرابة 3 آلاف يورو (3240 دولارا).
وهذه هي ثاني مرة يتم فيها احتجاز هذه السفينة هذا العام.
وتم التحفظ على السفينة الخيرية الثانية “أورورا” التي تديرها منظمة “سي ووتش” الألمانية، يوم الاثنين، بعد أن نقلت 76 مهاجرا إلى جزيرة لامبيدوزا، في حين تم احتجاز سفينة الإنقاذ الإسبانية “أوبن آرمز” يوم الثلاثاء في ميناء كارارا في توسكان بعد أن أنقذت 195 شخصا.
وجرى احتجاز السفينة “أورورا” بعد أن رفضت أوامر الإبحار إلى صقلية، ورست بدلا من ذلك في لامبيدوزا التي كانت أقرب بكثير، قائلة إن الوقود ومياه الشرب على وشك النفاد.
ووصف رئيس بعثة “سي-آي 4” أرنود بانوس هذا بأنه “اعتداء ذو دوافع سياسية على العمل الإنساني، وسيكلف أرواحا”.
وتواجه كل من “سي ووتش” و”أوبن آرمز” أيضا غرامات تصل إلى 10 آلاف يورو بعد مخالفة اللوائح الإيطالية.
ولم يصدر حتى هذه اللحظة تعليق فوري من خفر السواحل الإيطالي.
ويلزم قانون -وافق عليه البرلمان الإيطالي في فبراير/شباط- السفن التي تديرها مؤسسات خيرية بالإبحار إلى الميناء مباشرة بعد عملية الإنقاذ، مما يمنعها من تنظيم عمليات إنقاذ متعددة في البحر المتوسط.
وتصدر السلطات الإيطالية أيضا تعليمات للسفن بالتوجه إلى موانئ أبعد تصل في بعض الحالات إلى مئات الكيلومترات.
ورغم القيود، ارتفع عدد المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا بالقوارب هذا العام، ليبلغ 105 ألفا و483 حتى 22 أغسطس/آب الجاري، بحسب أحدث بيانات لوزارة الداخلية، أي أكثر من ضعف عددهم الفترة نفسها عام 2022.
ومع ذلك، فشل العديد من المهاجرين في تحقيق ذلك. وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من ألفي شخص غرقوا في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري مقارنة مع عدد 1417 عام 2022 بأكمله.