واصل رؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” اجتماعاتهم لليوم الثاني والأخير في العاصمة الغانية أكرا، لبحث التطورات السياسية في النيجر، ووضع خطة نهائية لتدخل عسكري محتمل، وسط تأكيدات من وفد وساطة علماء نيجيريا على استعداد الانقلابيين للحوار.
وأبدى قادة “إيكواس” استعدادهم للتدخل عسكريا في النيجر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في إنهاء الانقلاب في النيجر.
وقال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في إيكواس عبد الفتاح موسى، إن جميع الدول الأعضاء -ما عدا الخاضعة لحكم عسكري وكذلك دولة الرأس الأخضر- مستعدة للمشاركة في تلك القوة العسكرية، التي قد تنتشر في النيجر.
وأكد موسى خلال اجتماع رؤساء الأركان أنه “لا ينبغي لأحد أن يشك في أنه في حالة إخفاق كل الحلول، فإن القوات الباسلة في غرب أفريقيا، مستعدة للاستجابة لنداء الواجب”.
وأضاف أنه “بكل الوسائل المتاحة، ستتم استعادة النظام الدستوري في البلاد”.
تدخلات إيكواس
وأشار مفوض إيكواس إلى عمليات انتشار سابقة للمجموعة في غامبيا وليبيريا وغيرهما، خلال طرحه أمثلة على التدخل العسكري.
ورفض موسى مقولة “إن فرنسا أو غيرها من القوى الخارجية تتلاعب بدول إيكواس”.
واتهم المسؤول الأفريقي المجلس العسكري في النيجر بممارسة “لعبة القط والفأر” مع المجموعة، من خلال رفض لقاء مبعوثيها.
وقال الجنرال كريستوفر غوابن موسى، رئيس الأركان في نيجيريا -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة إيكواس- إن “الديمقراطية هي ما ندافع عنه ونشجعه”.
وأضاف خلال الاجتماع أن إيكواس لا تركز على القيام برد فعل على الأحداث فحسب، بل تهدف إلى “رسم مسار بشكل استباقي يؤدي إلى السلام ويدعم الاستقرار”.
في المقابل، قال الأمين زين رئيس الوزراء المعين من طرف قادة الانقلاب، إن على منظمة إيكواس إعطاء أولوية للجانب الاقتصادي، وليس الجانب السياسي والعسكري.
وأضاف أن بلاده ستتمكن من التغلب على التحديات وتستعيد علاقتها التي وصفها بالمميزة مع نيجيريا.
من جهتها، أكدت الولايات المتحدة دعمها لجهود استعادة النظام الدستوري، بما فيها التدخل العسكري كخيار أخير.
وساطة علماء نيجيريا
وعلى صعيد آخر، قال عضو وفد وساطة علماء نيجيريا، الشيخ عبد الرحمن أحمد إن قادة الانقلاب العسكري في النيجر أكدوا انفتاحهم على الحوار دون شروط، وسعيهم لتحقيق انتقال سريع للحكم المدني.
وأضاف عبد الرحمن أن إجراءات محاكمة الرئيس المحتجز محمد بازوم قد تكون ورقة مساومة بهدف التفاوض من موقع قوة، على حد تعبيره.
وقد سوّغ القادة الذين اعتقلوا بازوم انقلابهم بتدهور الوضع الأمني في البلاد، وهدّدوا بتوجيه اتهامات له بالخيانة، إلا أنهم أعربوا في الوقت ذاته عن انفتاحهم للتفاوض.
وتطالب إيكواس قادة انقلاب النيجر بإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، الذي أطاحوا به في 26 يوليو/تموز الماضي، وتحذر بأنها قد ترسل قوات للتدخل كونه الحل الأخير إذا أخفقت المفاوضات.
وتضم إيكواس 15 دولة، من بينها 3 دول على الأقل لن تشارك في قوة الاحتياط، وهي مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وجميعها واقعة تحت الحكم العسكري.