27/12/2023–|آخر تحديث: 27/12/202312:56 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت مجلة لوبوان إن السودانيين رأوا بارقة أمل خلال الفوضى التي يعيشونها منذ ثمانية أشهر، في بيان للهيئة الإقليمية الحكومية للتنمية (إيغاد) أعلنت فيه عن موافقة الطرفين المتحاربين في السودان على التحدث وجها لوجه، وأن يكون اللقاء بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس القوات المسلحة السودانية، والفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب (حميدتي) رئيس قوات الدعم السريع، خلال أسبوعين.
غير أن هذا اللقاء -كما تقول المجلة في تقرير بقلم أوغستين باسيللي من أديس أبابا- أصبح غير مؤكد الآن، لأن البرهان -حسب مهدي برير عضو الجبهة المدنية المناهضة للحرب- “سيحاول تأخير هذا اللقاء لأطول فترة ممكنة، لأن حضوره يعني الاعتراف بهزيمة الجيش السوداني، وهذا الاعتراف سيؤثر على منصبه كزعيم” لا يزال يمثل السودان على الساحة الدولية.
وتبدو العلاقة بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع غامضة، رغم أن الجيش كان مهندس مليشيات الجنجويد هذه في عهد الرئيس السابق عمر البشير لمواجهة التمرد في دارفور، وقد تم إضفاء الطابع الرسمي عليها تحت اسم “قوات الدعم السريع” عام 2013، وانتسب لخدمتها نحو 400 جنرال.
طريق مسدود
وبعد سقوط البشير، أصبح حميدتي الرجل الثاني بعد البرهان في مجلس السيادة، وقاما بمناورات مشتركة لمنع زملائهم من المجتمع المدني والأحزاب السياسية من تنفيذ التحول الديمقراطي -حسب المجلة- وانتهى الأمر باستيلائهما على السلطة معا في انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الذي كشف تدريجيا خلافاتهما، خاصة فيما يتعلق بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي.
ولا يزال هذا الطريق المسدود قائما بعد مقتل أكثر من 12 ألف شخص ونزوح 6.7 ملايين شخص. ويقول مهدي برير “كلاهما متفقان على تشكيل حكومة مدنية ولكن بشروطه الخاصة، حيث يريد الجيش دمج قوات الدعم السريع في صفوفه، في حين ترغب قوات الدعم السريع في عقد مؤتمر وطني كبير، وهم يرفضون الانضمام إلى الجيش الذي هزموه”، حسب برير.
ألكسيس محمد: “كما هو الحال في أي صراع مسلح عليك أن تتوقع أي شيء”، وبالتالي فإن بارقة الأمل التي طال انتظارها من قبل السودانيين، لا تزال خجولة للغاية في الوقت الراهن
ويسيطر رجال حميدتي حاليا على نحو 90% من الخرطوم مع 4 من عواصم دارفور الخمس، وقد استولوا على مدينة ود مدني وسط البلاد مؤخرا، ويرى مصدر دبلوماسي غربي أن هذا الانتصار الجديد سيجبر البرهان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، رغم مقاومة الجناح الإسلامي من أنصاره لذلك.
دول الجوار
وتأمل المحللة السياسية داليا عبد المنعم أن تجبر الدول الحدودية في نهاية المطاف أمراء الحرب على التفاوض، لأن عبء الصراع يقع على عاتق تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا، التي تستضيف أكثر من 1.2 مليون لاجئ، كما يمكن أن تؤدي التوترات الدبلوماسية أيضا إلى تسريع التقدم نحو اتفاق سلام.
وفي مواجهة خطر اندلاع حريق إقليمي، تلاحظ داليا عبد المنعم تراجعا طفيفا في جدلية المعسكرين، وتقول “الوضع مائع للغاية. لا نعرف ما الذي يجري خلف الكواليس، لكني أتوقع إعلانات مستقبلية”، ويقول ألكسيس محمد، مستشار الرئيس الجيبوتي “كما هو الحال في أي صراع مسلح عليك أن تتوقع أي شيء”، وبالتالي فإن بارقة الأمل التي طال انتظارها من قبل السودانيين، لا تزال خجولة للغاية في الوقت الراهن.