تجددت الاحتجاجات -اليوم السبت- في مدينة السويداء جنوبي سوريا تنديدا بسياسات النظام وللمطالبة برحيله، في وقت دعت بريطانيا لإيجاد تسوية سياسية في البلد الذي يعاني من صراع مستمر منذ 12 عاما.
وبث ناشطون مقاطع مرئية تظهر تجمع مئات المحتجين في ساحة الكرامة وسط السويداء لليوم 42 على التوالي، حيث رفع المشاركون في الاحتجاجات لافتات وشعارات تطالب بالتغيير السياسي والمزيد من الحريات.
واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس/آب الماضي، بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود مما عكس ارتفاعا في الأسعار، وزيادة في الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء، التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد، وطالبت برحيله في بعضها.
يتجدد الموعد اليومي في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، لليوم الثاني والأربعين على التوالي، تستمر المظاهرات الشعبية الداعية إلى التغيير السياسي. من الساحة قبل قليل.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/g8W4h3jCWY
— السويداء 24 (@suwayda24) September 30, 2023
وذكرت تنسيقيات محلية في السويداء أن مجموعة من المحتجين أغلقت مقر حزب البعث في مدينة صلخد جنوب المحافظة “بطريقة توافقية” مع أمين الشعبة الحزبية، الذي قدم الضيافة وأقفل أبواب المقر، كما توضح لقطات بثت اليوم السبت.
وخلال الأسابيع الماضية أعلن المحتجون في السويداء إغلاق مقار لحزب البعث “بشكل نهائي” كما أحرقوا ومزقوا صورا لبشار الأسد ووالده حافظ كانت على واجهاتها، وواجهات مؤسسات ومقار حكومية.
#عاجل: في حالة لافتة للوعي الأهلي، إغلاق شعبة حزب البعث في مدينة صلخد جنوب السويداء بطريقة توافقية بين مجموعة من المحتجين وأمين الشعبة، الذي قدم الضيافة وأقفل أبواب الشعبة، كما توضح لقطات هذا الفيديو اليوم السبت.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/oMqocUXsnY
— السويداء 24 (@suwayda24) September 30, 2023
موقف بريطاني
من جانبها أعلنت المبعوثة البريطانية إلى سوريا آن سنو، التزام بلادها بتطبيق القرار الأممي 2254، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا. وذلك في تصريحات نشرتها عبر حسابها على منصة “إكس”.
وفي تغريدة أخرى قالت سنو، التي عينتها لندن مبعوثة لسوريا قبل أشهر، إنها تحدثت مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري، ضمن سلسلة اتصالات مع المنخرطين في الحركة الاحتجاجية في المحافظة، وأكدت أن بريطانيا تراقب الوضع من كثب.
I spoke today with Sheikh Hikmat al-Hijri, spiritual leader of the Druze community in Syria, as part of a series of calls with those involved in the protest movement. 🇬🇧 closely monitoring the situation.
— Ann Snow (@UKSyriaRep) September 29, 2023
وصوّت مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 على القرار الأممي 2254 الذي نصّ على بدء محادثات سلام بسوريا، والدعوة لتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات برعاية أممية، كما طالب بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى اليوم.
ورغم تقارب بعض الدول العربية مؤخرا مع نظام بشار الأسد؛ فإن دولا غربية -وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا- لا تزال متمسكة برفض تطبيع العلاقات مع النظام السوري، ورفض “تعويم” رئيسه مع مطالبتها بمحاسبته عن الجرائم ضد الإنسانية المنسوبة إليه.