اختُتمت قمة القاهرة للسلام الدولية -اليوم السبت- من دون صدور بيان ختامي عنها، وأصدرت الرئاسة المصرية بيانا عوضا عن ذلك.
ووافقت الدول العربية الممثلة في القمة على البيان المصري، الذي طالب بـ”وقف فوري” للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت أسبوعها الثالث.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الدول الغربية المشاركة في المؤتمر طالبت بإدانة واضحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) “وتحميلها مسؤولية التصعيد، وإطلاق سراح المختطفين من قبل الحركة”، وهو الأمر الذي حال دون صدور بيان ختامي.
كما غاب عن القمة زعماء غربيون رئيسيون، مما جعل التوقعات من مخرجات القمة متواضعة.
فمثَّل الجانب الأميركي (الداعم الرئيس لإسرائيل في حربها على غزة) القائمة بأعمال السفير الأميركي في مصر، كما لم يحضر المستشار الألماني أولاف شولتز، ولا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ولا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
البيان المصري
وجاء في بيان الرئاسة المصرية “إن المشهد الدولي عبر العقود الماضية (…) اكتفى بطرح حلول موقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى من الاحتلال الأجنبي”.
وتابع البيان -الذي أصدرته الرئاسة المصرية- “كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل”.
وشارك في القمة ملوك ورؤساء ووزراء خارجية، وممثلون عن 35 دولة من القوى الإقليمية والدولية، إضافة إلى دول الجوار.
وفي كلمته خلال القمة، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض بلاده التهجير القسري للفلسطينيين باعتباره تصفية نهائية لقضيتهم.
وشدد السيسي على أن تصفية القضية الفلسطينية من دون حل عادل لن تحدث، وفي كل الأحوال لن تحدث على حساب مصر، وفق تعبيره.
من جهته، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات بشكل مستدام.
وقال في كلمته -التي ألقاها خلال القمة- إن الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا ما تواصل السير على الطريق ذاته.
تهجير الفلسطينيين
من جانبه، حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من عمليات طرد وتهجير الفلسطينيين من غزة والقدس والضفة الغربية.
كما حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”، وطالب بـ”استمرار وعدم تقييد” المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة المحاصر.
والتأمت القمة تزامنا مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقد ضمت 20 شاحنة محمّلة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي شمالي سيناء في مصر.
وأوضح المكتب الإعلامي في حكومة غزة إن عدد شاحنات التي دخلت لا يشكل سوى اثنين بالألف من حجم المساعدات التي كان يفترض أن تدخل القطاع.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أنه في الوضع الطبيعي قبل الحرب الإسرائيلية منذ 15 يوما، كانت تدخل 500 شاحنة إلى قطاع غزة بشكل يومي رغم الحصار المفروض على القطاع، مما يعني أنه كان يجب أن تدخل غزة 7500 شاحنة خلال الـ15 يوما الماضية.