أعلن حزب الله اللبناني -اليوم الخميس- استشهاد اثنين من عناصره خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، وهو ما يرفع عدد قتلاه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى 43.
وقال الحزب إن حسين محمد علي حريري (سلمان) من مدينة النبطية جنوبي لبنان، وعلي إبراهيم جواد (دماء) من بلدة لبّايا في البقاع “ارتقيا على طريق القدس”، وفقا لبيان الحزب.
من جانبه، أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن طواقمه نقلت الليلة الماضية جثماني شهيدين و6 جرحى تم استهدافهم بقصف إسرائيلي، من محيط بلدة يارون إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي.
في غضون ذلك، قال مراسل الجزيرة إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط بلدتي طير حرفا وعلما الشعب في القطاع الغربي من جنوب لبنان تسبب في اشتعال مساحات واسعة من الأحراش.
وتعرضت هذه المنطقة خلال الساعات الماضية لقصف مدفعي إسرائيلي بالقذائف الحارقة، وفقا لما أورده مراسل الجزيرة، كما تعرضت لغارة من الطيران الحربي الإسرائيلي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وعمدت القوات الإسرائيلية إلى إطلاق القنابل المضيئة، مما أدى إلى اشتعال حرائق إضافية أتت على مساحات واسعة من الأشجار.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن القصف أدى إلى إصابة معمل لصناعة فرش الإسفنج في محيط بلدة طير حرفا واندلاع النيران فيه، وأضافت أن فرق الدفاع المدني اللبناني و”كشافة الرسالة الإسلامية” هرعت إلى المكان لإخماد الحريق.
في الوقت نفسه، ناشد أهالي بلدة علما الشعب قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) والجيش اللبناني والدفاع المدني التدخل السريع لإطفاء الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من كروم البلدة وباتت تهدد المنازل.
رئيس البرلمان يندد
وعلق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على هذه التطورات متهما إسرائيل بانتهاج سياسة الأرض المحروقة “ضد الحجر والبشر في قطاع غزة، كما على طول خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة”.
وأضاف أن “ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا هو برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة”.
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بوحبيب -بعد لقائه اليوم مع عدد من السفراء الأجانب في بيروت-إن على إسرائيل الكف عن تهديد لبنان بمهاجمته وإعادته إلى العصر الحجري.
وأكد بوحبيب أن وقف إطلاق النار “بداية الطريق إلى خفض التوتر في المنطقة ومنع تمدد الصراع”.
وقد هدد المسؤولون الإسرائيليون بـ”سحق لبنان” وإعادته “إلى العصر الحجري” إذا انخرط حزب الله في الحرب الحالية.
ويستمر القصف المتبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله على حدود لبنان منذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وما أعقبها من حرب إسرائيلية على غزة، كما نفذ مقاومون من فصائل فلسطينية اختراقات عبر الحدود من جنوب لبنان.