قال الدفاع المدني في جنوب لبنان إن 9 مدنيين قتلوا وأصيب العشرات في غارات إسرائيلية عدة على بلدات جنوب البلاد، كما نعى حزب الله 3 من مقاتليه قضوا في الغارات.
وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية ارتفاع عدد القتلى بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة النبطية إلى 7، ونفذت الغارة بطائرة مسيّرة أطلقت صاروخين على أحد المباني السكنية في حي المسلخ بالمدينة الواقعة جنوبي لبنان، وتعمل فرق الإنقاذ على البحث عن ضحايا محتملين بين الركام.
ونقلت رويترز عن مدير مستشفى و3 مصادر أمنية لبنانية أن 11 مدنيا، بينهم 6 أطفال، قُتلوا في وابل من الضربات الإسرائيلية على قرى في جنوب لبنان أمس الأربعاء.
وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارتين على منطقة اللبونة في القطاع الغربي.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية على بلدتي الصوانة وعدشيت ومحيط بلدة الطيبة وعلى بلدات في إقليم التفاح، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط عدة بلدات حدودية، وذلك عقب الهجوم الصاروخي لحزب الله على قواعد عسكرية بمحيط مدينة صفد، صباح أمس.
من جهته، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين إن “العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان لن يمر دون رد، وهذا الرد سيكون بالمستوى المطلوب والمناسب”، وفق تعبيره.
استهداف صفد
وعلى الجانب الآخر من الحدود، قُتلت جندية إسرائيلية وأصيب 8 عسكريين بعضهم في حالة حرجة، إثر قصف بالصواريخ من الجانب اللبناني استهدف قواعد عسكرية في محيط مدينة صفد، وارتفع بذلك عدد القتلى الإسرائيليين المدنيين والعسكريين في المناطق الحدودية مع لبنان إلى 18.
وقد أكد الجيش الإسرائيلي وقوع القصف، مشيرا إلى أنه هاجم مصدر إطلاق الصواريخ، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد الصواريخ بلغ 8، وأن الهجوم هو الأخطر في الجبهة الشمالية منذ اندلاع الحرب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استكمل موجة غارات واسعة النطاق على مواقع في لبنان، منها أهداف لقوة الرضوان التابعة لحزب الله، وأضاف أنه استهدف مواقع في جبل البريج وكفر حونة وكفر دونين وعدشيت والصوانة، من بينها مبان عسكرية وغرف عمليات.
وفي وقت سابق، قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن المسؤول عن إطلاق الصواريخ من لبنان ليس حزب الله فقط، بل الدولة اللبنانية التي تسمح بإطلاق النار من أراضيها، متوعدا بأن “الرد سيأتي قريبا وبقوة”.
وأعلن رئيس هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية هرتسي هاليفي أن الجيش “متأهب لحرب شاملة إذا اقتضت الضرورة لتحقيق الهدوء وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وخلق واقع أمني جديد في المنطقة”.
من جهته، قال وزير الدفاع الأسبق المعارض أفيغدور ليبرمان إن مجلس الحرب الإسرائيلي قد استسلم لحزب الله وإن الخطوط الإسرائيلية الحمراء أصبحت راية بيضاء، وذلك في انتقاد واضح لبنيامين نتنياهو وحكومته.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فأعلن غاضبا أن ما يجري من لبنان هي حرب فعلية، وأنه قد آن الأوان لترك الفرضية المعمول بها والتعامل مع ما يجري على أنه حرب حقيقية.
إخفاق القبة الحديدية
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن إخفاق القبة الحديدية في التصدي للهجوم الصاروخي الذي استهدف أمس القيادة الشمالية وقاعدة عسكرية في صفد وقاعدة جوية في ميرون.
وذكر موقع “والا” الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي يواجه انتقادات لاذعة لمنظومة دفاعه الجوي بسبب إخفاقها في صد الهجوم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من خلال جبهته الداخلية فجر اليوم عن إغلاق عدة محاور رئيسية للطرق والشوارع المتاخمة للحدود مع لبنان، وحظر الحركة عليها، نظرا لتصاعد التوتر في المنطقة.
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.