بعد هدوء الأوضاع إثر أيام من الاحتجاجات والمصادمات مع الشرطة بعد مقتل الفتى الفرنسي نائل ذي الأصول الجزائرية برصاص شرطي فرنسي أجرت “لو باريزيان” (Le Parisien) الفرنسية استطلاعا للرأي لمعرفة الأولويات التي تشغل بال الفرنسيين في هذه اللحظة المهمة بتاريخ البلاد.
وكشف استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “أوبينيون واي” (Opinion Way) لفائدة “لو باريزيان” أن 61% من المستجوبين أكدوا أن أكثر ما يشغل بالهم هو القدرة الشرائية، وذلك على الرغم من أن كثيرين يعتقدون أن إجراء الاستطلاع في هذه الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها فرنسا سيجعل المستطلعة آراؤهم يجزمون أن ما يشغل بالهم أولا هو الأمن والاستقرار.
وبحسب “لو باريزيان”، فإن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وآثار الحرب الروسية على أوكرانيا جعلت الأولوية القصوى بالنسبة للفرنسيين هي تأمين قوت يومهم، علما أن 42% من المستجوبين أوضحوا أن أولويتهم هي الحماية الاجتماعية، خاصة ما تعلق منها بالتقاعد والتأمين الصحي، فيما أكد 36% أن قضية البيئة هي ما تشغل بالهم في الوقت الحاضر.
وبحسب الاستطلاع، يهتم 31% بقضيتي التعليم والتدريب، و26% بسوق الشغل، و25% بالفوارق الاجتماعية.
الأمن ثانيا
وذكرت “لو باريزيان” أن 49% من المستجوبين عبروا عن انشغالهم بأمن البلاد في المرتبة الثانية بعد أولوية القدرة الشرائية، وذلك بعد أيام من الاحتجاجات الصاخبة التي رافقت مقتل الفتى نائل، في الوقت الذي أكد فيه 36% انشغالهم بقضية الهجرة، و21% بالحرب ضد الإرهاب.
وبحسب استطلاع الرأي، فقد فضل 59% من المستجوبين استخدام “أسلوب صارم” في التعامل مع المشاكل التي تشهدها الضواحي، فيما فضل 25% الحوار، وأكد 15% استحالة حل تلك المشاكل أصلا.
وأثار مقتل الفتى نائل في 27 يونيو/حزيران الماضي غضبا وانتقادات من جانب قطاعات مختلفة من المجتمع الفرنسي، وسط اتهامات للشرطة بالميل إلى العنف والعنصرية.
واضطرت السلطات إلى نشر الآلاف من رجال الشرطة والأمن لمواجهة المحتجين الذين خرجوا في العديد من المدن الفرنسية، بينها العاصمة باريس، حيث وقعت مصادمات عنيفة واعتقل الكثيرون.