24/6/2024–|آخر تحديث: 24/6/202403:42 م (بتوقيت مكة المكرمة)
من جديد تعود مؤسسة “تكوين” المصرية إلى واجهة الأحداث على منصات التواصل الاجتماعي، لكن هذه المرة مع استقالة عضو مجلس أمانتها يوسف زيدان، الذي أعلن عبر صفحته على الفيسبوك عن استقالته.
زيدان الذي اشتهر منذ سنوات بتأليف رواية مثيرة للجدل حملت اسم “عزازيل” وأتبعها بجدالات أخرى تتعلق بما اعتبره البعض تشكيكا بالسنة النبوية وبثوابت دينية، كشف عن استقالته عبر منشور في مواقع التواصل قال فيه ” أُحيطكم علمًا بأنني بعد معاناةٍ وطول تفكير، قررتُ الخروج من مؤسسة “تكوين” والاستقالة من مجلس أُمنائها، واجتناب أيِّ أنشطة أو فعاليات ترتبط بها..”.
أُحيطكم علمًا بأنني بعد معاناةٍ وطول تفكير، قررتُ الخروج من مؤسسة “تكوين” والاستقالة من مجلس أُمنائها، واجتناب أيِّ أنشطة أو فعاليات ترتبط بها .. وذلك لتخصيص كل وقتي للكتابة، فهي فقط التي تدوم، وربما تثمر في الواقع العربي المعاصر، الذي بلغ حدًّا مريعًا من التردِّي
— Dr. Youssef Ziedan (@Dryoussefziedan) June 23, 2024
ومع إعلان زيدان استقالته من مؤسسة “تكوين” التي قالت إنها تستهدف طرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية، سادت حالة من السخرية بين رواد العالم الافتراضي، ببدء انفراط عقد المجموعة المؤسسة للمركز، والتي أثارت منذ انطلاقتها انزعاجا بين عدد كبير من الناشطين وجمهور منصات التواصل.
لكن السؤال الأكثر انتشارا على منصات التواصل، هو لماذا استقال الدكتور يوسف زيدان من “تكوين” وهو الذي كتب سابقا بأن “تكوين، سوف تستمر .. مهما احتشد ضدها المعارضون للوعي والفهم والاستنارة، والمستفيدون من تدهور المستوى الفكري العام في بلادنا” على حد تعبيره.
تكوين، سوف تستمر .. مهما احتشد ضدها المعارضون للوعي والفهم والاستنارة، والمستفيدون من تدهور المستوى الفكري العام في بلادنا
— Dr. Youssef Ziedan (@Dryoussefziedan) May 25, 2024
وعلى ما يبدو أن الخلافات الداخلية بين مؤسسي مركز تكوين بدأت منذ فترة، خصوصا بعد انتشار أخبار عن مناظرة بين إسلام البحيري أحد المؤسسين والعالم الأزهري عبد الله رشدي، هذه المناظرة التي كان زيدان معارضا لها بحسب منشور كتبه سابقا.
واعتبر البعض وقتها أن زيدان خشي على البحيري من خسارة المناظرة على غرار ما حدث في مناظرة مماثلة جرت منذ سنوات، خصوصا وأن زيدان سبق أن عبر عن رأي سلبي في شريكه بتكوين إسلام البحيري ووصفه بالجاهل.
— Dr. Youssef Ziedan (@Dryoussefziedan) May 15, 2024
وكان من اللافت مشاركة الدكتور عبد الله رشدي ضمن من علقوا على خبر استقالة زيدان من تكوين حيث كتب “استقال الدكتور يوسف زيدان كبير الكواينةِ إثر ما نشرناه عن كل فردٍ من أفراد مجلس أمناء هذا التنظيم، ويكمل رشدي في تدوينته قائلا ليست القضية عندي أشخاصا بل منهجٌ أعوجُ يريد أصحابُه زعزعةَ إيمانك بكل ما هو إسلامي”.
وكان رشدي بدأ حملة مضادة لتكوين بدأها باستعراض مواقف لمؤسسي هذا المركز قائلا لجمهوره على مواقع التواصل إنه يريد أن يكشف لهم حقيقة هؤلاء وأفكارهم السابقة قبل أن يبدأ الرد على أطروحات تكوين.
استقال الدكتور يوسف زيدان كبير الكواينةِ إثر ما نشرناه عن كل فردٍ من أفراد مجلس أمناء هذا التنظيم في سبعِ حلقاتٍ تقريباً.
الحمد لله أن استعْمَلَنا اللهُ لبيانِ حقيقةِ هذه المؤسسة للناس.
تخيلوا هذا الفكر يعمل أصحابه فرادى منذ زمن، ثمَّ لما اجتمعوا أراد الله أن يكون اجتماعُهم…— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) June 23, 2024
وعلق أحد المدونين على استقالة زيدان ساخرا “خير ما فعلت.. مؤسسة جامعة كل الشخصيات المريبة مؤكد ماكنش هيكتب لها أي نجاح ولا اهتمام.. خليك في الكتابة.. الكتابة حلوة .”
خير ما فعلت .. مؤسسة جامعة كل الشخصيات المريبة مؤكد ماكنش هيكتب لها أي نجاح ولا اهتمام ..
خليك في الكتابة .. الكتابة حلوة ..— Motaz Assal (@MotazAssal) June 23, 2024
وأشار آخرون إلى أن يوسف زيدان قرر الانسحاب من تكوين بعد أن أدرك أنه مشروع فاشل ولن ينجح ويرى النور، وخاصة أن الصراعات الداخلية فيه بدأت تخرج للعلن، فأراد القفز من المركب قبل غرقه، بحجة التفرغ للكتابة.
ارتبط اسم يوسف زيدان بالفقاعات الإعلامية في مواقف متكررة متشابهة، واليوم بعد هذا الصدود المجتمعي لفكرة الغزو الرخيص تحت مسمى (تكوين) ، ومع بعض الصراعات الداخلية لديهم حول قدر الانتفاع من -“التورتة”- اختار أن يصدر فقاعة أخرى، فقاعة الترك لأنه أدرك أن المواجهة فاضحة لجهلهم
— وسام عبدالوارث (@wessam_elhadad) June 23, 2024
وكتب الباحث عبد الرحمن السليمان تعليقا على استقالة زيدان “يقول أهل الحكمة: (خواتيم الأمور مرهونة ببداياتها). وكانت بداية منظمة #تكوين مريبة لأنها جمعت شخصيات تفتقر إلى النزاهة العلمية والأخلاق! تحتاج مجتمعاتنا العربية إلى التنوير بالعلم والمعرفة والأخلاق والانفتاح المنضبط. ولهذا التنوير رجال ونساء لم أر أيًا منهم بين جماعة #تكوين!”.
يقول أهل الحكمة: (خواتيم الأمور مرهونة ببداياتها). وكانت بداية منظمة #تكوين مريبة لأنها جمعت شخصيات يفتقرون إلى النزاهة العلمية والأخلاق!
تحتاج مجتمعاتنا العربية إلى التنوير بالعلم والمعرفة والأخلاق والانفتاح المنضبط. ولهذا التنوير رجال ونساء لم أر أيًا منهم بين جماعة #تكوين! pic.twitter.com/xETq37NxqC
— أ.د. عبدالرحمن السليمان (@AlsulaimanAbd) June 23, 2024
وقال معلق آخر إن أي مؤسسة مشبوهة تريد التشكيك في ثوابت، ومقدسات الأمة وتفتيتها مثل تكوين ستعرى وتكشف أهدافها ويقضى عليها مع مرور الزمن، على حد تعبيره.
وبدوره، علق مركز تكوين على استقالة زيدان منه بالقول تتقدم مؤسسة “تكوين الفكر العربي” بجزيل الشكر والامتنان، للمفكر الكبير الدكتور يوسف زيدان، وتحترم مؤسسة “تكوين” قرار الدكتور بالتنحي والاستقالة من مجلس أمنائها، خاصة في ظل الضغوطات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، وكمية الهجمات التي طالته وطالت المؤسسة.