6/8/2023–|آخر تحديث: 6/8/202311:47 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
تعاني مناطق مختلفة في العالم من طقس شديد التقلب بسبب الأمطار الغزيرة التي تتهاطل على بعض البلدان، وموجات الحرارة التي أدت إلى اندلاع حرائق كبيرة في أوروبا وشمال أفريقيا، حيث يرجع العلماء ذلك إلى التغير المناخي.
وتشهد أوروبا أمطارا غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات وعمليات إجلاء إلى سلوفينيا والنمسا وبولندا وكرواتيا، في حين استمرت الحرائق في اجتياح إسبانيا والبرتغال وسط موجة حر مستمرة.
وتعاملت سلوفينيا والنمسا الأحد مع الفيضانات الناجمة عن أيام من الأمطار الغزيرة التي أجبرت على إخلاء قرى وإحداث أضرار تاريخية، حيث ظلت فرق الطوارئ في حالة تأهب تحسبا لانهيارات أرضية وانفجارات محتملة للسدود.
وأثرت الفيضانات على أكثر من ثلثي سلوفينيا، فيما بدا أنها أسوأ كارثة طبيعية تضرب البلد الصغير منذ حصوله على الاستقلال في عام 1991.
وتعرضت كرواتيا وبولندا لعواصف ممطرة غزيرة بدأت يوم الجمعة، على الرغم من أن الفيضانات والأضرار الأخرى هناك ظلت في البداية أكثر اعتدالا.
وفي سلوفينيا، أظهرت صور التقطت الأحد ظروفا مدمرة بعد الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تركت القرى معزولة عن العالم الخارجي.
ولم يكن لدى السلطات السلوفينية والنمساوية معلومات دقيقة عن الوفيات المحتملة المرتبطة بالفيضانات.
وفي سلوفينيا، تحقق الشرطة في مقتل 4 أشخاص لتحديد ما إذا كانت مرتبطة بالعواصف.
ومن بين القتلى مواطنان هولنديان، أب وابن يبلغان من العمر 50 و20 عاما، يعتقد أنهما أصيبا بصاعقة أثناء التنزه، كما استمر البحث عن رجل إيطالي مفقود اليوم الأحد.
وفي النمسا، توفيت امرأة، الأحد، بعد سقوطها في نهر غلان الذي غمرته المياه في قرية زولفيلد جنوبي البلاد، بحسب شهود عيان، وتم العثور على جثتها في وقت لاحق.
ويثير ارتفاع منسوب المياه على طول نهر مورا والمعروف أيضا باسم مور -الذي يبلغ طوله حوالي 450 كيلومترا- القلق، وهو نهر يتشكل في النمسا قبل أن يتدفق إلى سلوفينيا.
حرائق في البرتغال
وفي البرتغال، يحاول أكثر من ألف من عناصر الإطفاء مكافحة حريق غابات بوسط البرتغال، الأحد، حيث حذر مسؤولون من أن آلاف الهكتارات معرضة للخطر مع ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد.
واحترق حوالي 7 آلاف هكتار بالقرب من كاستيلو برانكو، بحسب ما أعلن قائد عملية مكافحة الحرائق خوسيه جولهيرمي للصحافيين في بورينسا نوفا، لكنه حذر من أن “الخطر المحتمل لهذا الحريق يقدر بأكثر من عشرين الف هكتار”.
وأضاف “هذه منطقة واسعة للغاية تضم العديد من المنازل والقرى المعزولة”، مشيرا إلى أن شعاع الحريق امتد لحوالي 60 كيلومترا.
وانتشر الدخان والرماد، السبت، إثر الحريق الذي اندلع الجمعة لمسافة تزيد على 130 كيلومترا شرقا، وصولا إلى مزار فاطمة المريمي الذي قصده البابا فرنسيس في إطار زيارته للبلاد بمناسبة الأيام العالمية للشبيبة.
كما تم نشر 300 عنصر إطفاء اضافي من أجل مكافحة حرائق اندلعت في أوديميرا قرب الساحل الجنوبي الغربي للبلاد.
من جانبه، أكد مسؤول الأمن المدني تياغو بوجيو أن هناك جبهتين نشطتين للحرائق، بينما أصبحت ثالثة تحت السيطرة فيما كانت في طريقها جنوبا إلى منطقة الغارافي السياحية.
ويتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 مئوية في بعض المناطق، وحذرت السلطات من أن مخاطر اندلاع حرائق الغابات ستبقى “مرتفعة للغاية أو قصوى في جميع أنحاء البلاد”.
فيضانات في الصين
وفي الصين، قضى 14 شخصا على الأقل جراء أمطار غزيرة انهمرت على إقليم جيلن بشمال شرق الصين.
وتشهد الصين منذ أسابيع هطول أمطار غزيرة، وأعلنت بكين الجمعة أن الكوارث الطبيعية أسفرت عن 147 قتيلا ومفقودا في يوليو/تموز.
وأفاد التلفزيون الرسمي “سي سي تي في” الأحد نقلا عن سلطات محلية، بمصرع 14 شخصا إضافيين وفقدان أثر شخص واحد، إثر هطول أمطار غزيرة في مدينة شولان في شمال شرق الصين.
وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أن الأمطار الغزيرة “توقفت عمليا” في المنطقة، وتم إجلاء حوالي 19 ألف شخص وأقيمت 21 “منشأة إيواء موقت”.
وتعد الأمطار -التي رافقت الإعصار دوكسوري الذي ضرب الصين القارية مطلع الأسبوع قبل أن يتّجه شمالا ويخفَّض تصنيفه إلى عاصفة- هي الأكثر غزارة في الصين منذ بدء تسجيل البيانات قبل 140 عاما.
وتستمر عمليات تنظيف مخلفات العاصفة التي أدت إلى تدمير بنى تحتية ومحاصرة أحياء كاملة بالفيضانات.
وأفادت وكالة “شينخوا” بأن المقر الوطني الصيني لمكافحة الفيضانات والإغاثة من الجفاف حافظ على “حالة الاستجابة الطارئة من المستوى الثاني في كل من تيانجين وخبي، والمستوى الثالث في بكين وجيلين، وهيلونغجيانغ”.
وأظهرت لقطات بثّها تلفزيون “سي سي تي في” عمليات إزالة المخلفات في مقاطعة هيلونغجيانغ، حيث يعمد قرويون إلى إزاحة الوحول بواسطة مجارف.
وسجلت ظواهر جوية قصوى وموجات قيظ مطوّلة طالت ملايين الأشخاص عبر العالم خلال الأسابيع الماضية، فيما يؤكد العلماء أن هذه الظواهر الطبيعية تفاقمت بسبب التغير المناخي.