قتل 6 فلسطينيين -بينهم قائد عسكري في حركة فتح- في اشتباكات اندلعت الليلة الماضية واستؤنفت اليوم الأحد بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
وقتل القائد العسكري في فتح مع 4 من رفاقه في كمين اليوم، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القيادي في الحركة منير مقدح، وذلك بعد معارك ليلية داخل المخيم بين عناصر من فتح وآخرين من مجموعات إسلامية.
ونعت حركة فتح في بيان “القائد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه الشهداء مهند قاسم وطارق خلف وموسى فندي وبلال عبيد الذين اغتالتهم أيادي الغدر والإجرام والإرهاب بعملية آثمة جبانة”.
وتسببت الاشتباكات في نزوح عدد من العائلات باتجاه منطقة الفيلات المجاورة، كما تجري عدة فصائل فلسطينية اتصالات مكثفة لوقف إطلاق النار وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تعليق جميع عملياتها في مخيم عين الحلوة، وهو أمر معتاد تقوم به الوكالة كلما أطلق الرصاص في المخيم.
وفي بيان صادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن “توقيت الاشتباكات في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين”.
وذكر ميقاتي أن “هذه الاشتباكات تتزامن مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية، وهي في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها”، مؤكدا أن هذه الاشتباكات “مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة، وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة”.
وطالب ميقاتي القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش اللبناني لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية، كما طلب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء.
في غضون ذلك، قالت وكالة الأونروا في بيان “تتواصل الاشتباكات المسلحة في المخيم حيث استخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل، والتي أسفرت عن سقوط قتلى، فيما تضررت مدرستان تابعتان للأونروا تستوعبان ألفي طالب”، ودعت الوكالة الأممية جميع الأطراف المسلحة في المخيم إلى “ضمان سلامة المدنيين وحرمة مباني الأمم المتحدة”.
وكان مصدر فلسطيني في المخيم -طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية- أشار ليلا إلى اشتباكات بين عناصر من حركة فتح و”جماعة الشباب المسلم” في المخيم الواقع قرب مدينة صيدا الساحلية تسببت بمقتل عنصر في الجماعة وجرح 6 أشخاص، وبين الجرحى قيادي إسلامي.
وأعلن الجيش اللبناني إصابة أحد عناصره في سقوط قذيفة هاون مصدرها الاشتباكات في المخيم “داخل أحد المراكز العسكرية، مما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة”.
ووجهت قوات الأمن اللبنانية دعوة لأهالي صيدا إلى التزام الحيطة والحذر وعدم التجول في المناطق المجاورة للمخيم، بسبب تساقط الرصاص الطائش في وقت تتردد أصداء انفجار القذائف الصاروخية في أرجاء المدينة بسبب الاشتباكات الدائرة في المخيم.
ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام، فإن الرصاص الطائش يطال المحال التجارية والمنازل في صيدا، ولا سيما أحياء الصباغ والبراد وواجهة مول تجاري عند تقاطع إيليا، كما سقطت قذيفة في ساحة الشهداء بصيدا.
والاشتباكات بين مجموعات متنافسة أمر شائع في مخيم عين الحلوة الذي يؤوي أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني انضم إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وبموجب اتفاق ضمني يعود إلى سنوات طويلة لا يدخل الجيش اللبناني المخيمات الفلسطينية تاركا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها.
ويعد مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويحتمي متطرفون وفارون من العدالة فيه.
يشار إلى أن أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجلون لدى الأونروا في لبنان، ويعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين، غالبا في ظروف بائسة ويواجهون قيودا قانونية.