18/9/2023–|آخر تحديث: 18/9/202311:29 م (بتوقيت مكة المكرمة)
شهدت مدينة بورتسودان اشتباكات بين الجيش السوداني ومليشيا مسلحة للمرة الأولى منذ اندلاع القتال بالبلاد في أبريل/نيسان الماضي، فيما اشتعلت مبان حكومية مهمة في العاصمة الخرطوم وسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقد اشتبك الجيش السوداني مساء الاثنين مع عناصر مليشيا قبلية في بورتسودان.
وأفاد شاهد في المدينة المطلّة على البحر الأحمر بحصول “تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومليشيا يقودها شيبة ضرار”، القيادي في قبيلة البجا في وسط بورتسودان.
وهذه أول اشتباكات تشهدها المدينة الساحلية التي كانت بمنأى عن الحرب العنيفة المندلعة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي.
وفي الخرطوم قصف الجيش السوداني الاثنين- مراكز الدعم السريع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث، كما قصف مدفعيا من مواقعه في شمالي أم درمان مراكز الدعم السريع باتجاهات مختلفة بالعاصمة الخرطوم.
وتجددت المعارك الضارية في محيط القيادة العامة للجيش في العاصمة، وصد الجيش السوداني هجومين للدعم السريع على مقر القيادة العامة والفرقة السابعة.
كما اندلعت حرائق في مبان حكومية ورئيسية في الخرطوم، وسط قصف متبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
حملة ممنهجة
وقالت وزارة الخارجية السودانية -اليوم الاثنين- إن حرق المؤسسات يُعد حملة ممنهجة من قبل قوات الدعم السريع لتدمير العاصمة، مضيفة أن هذه القوات أشعلت سلسلة حرائق استهدفت عددا من المؤسسات الاقتصادية والمباني التجارية الرئيسية في البلاد، التي تعد من ركائز الاقتصاد السوداني.
وناشدت الخارجية -في بيان- المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إدانة جرائم قوات الدعم السريع وتصنيفه “جماعة إرهابية”.
واتهم الناطق باسم الجيش قوات الدعم السريع بإحراق مباني شركة النيل الكبرى للبترول وبرجي وزارة العدل وهيئة المواصفات والمقاييس.
في حين اتهمت قوات الدعم السريع الجيش باستهداف البرج ومبان أخرى مهمة، في ظل مساعيه لإخراجها من مواقع سيطرت عليها بالعاصمة في بداية الصراع.
برج النيل
واشتعل حريق منذ السبت الماضي في البرج الزجاجي، الذي يطل على النيل ويضم المقر الرئيسي لشركة النيل للبترول، ويقع في المنطقة قرب تلاقي النيلين الأزرق والأبيض التي يتقاتل عليها طرفا الصراع.
وشُيّد مبنى شركة النيل خلال طفرة نفطية قبل إعلان دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان عام 2011، وهو من بين أكثر البنايات تكلفة في السودان.
وبدأ الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي عندما تحول توتر مرتبط بخطة مدعومة دوليا للانتقال السياسي إلى صدام مباشر بعد 4 سنوات من عزل الرئيس عمر البشير في انتفاضة شعبية.
وتسبب الصراع في اندلاع اشتباكات واسعة النطاق، بالإضافة إلى أعمال نهب سببت نقصا في الأغذية والأدوية في الخرطوم ومدن أخرى، ودفع ما يزيد على 5 ملايين شخص للفرار من ديارهم.