توسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم اليوم الخميس، مما أدى إلى انقطاع خدمات عامة بينها المياه والكهرباء، في حين نفى مسؤول سوداني رفيع أن تكون بلاده قد هددت بإنهاء عمل البعثة الأممية.
وقال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن سلاح الجو أغار على مواقع لقوات الدعم السريع بمنطقة حمرة الشيخ في شمال كردفان، وفي منطقة الرياض شرقي مدينة الخرطوم، وإن الدعم السريع أطلق مضادات أرضية.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن اشتباكات جديدة بأسلحة ثقيلة وخفيفة توسعت في أحياء بجنوبي الخرطوم صباح الخميس، في وقت شهدت فيه أحياء جبرة والشجرة ومايو والأزهري انقطاعا في خدمات المياه والكهرباء والإنترنت.
كما تشهد مدينتا أم درمان غربي العاصمة الخرطوم وبحري (شمالي) اشتباكات، مع تحليق مكثف للطيران الحربي في بحري، حيث قصف الجيش بالمدفعية مواقع للدعم السريع شمالي أم درمان، وأعلن ضبط 3 سيارات محملة بالأسلحة والعتاد.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.
نفي
وفي شأن ذي صلة، نفى مسؤول سوداني رفيع أن تكون بلاده قد هددت بإنهاء عمل البعثة الأممية، واتهم قوى إقليمية بدعم العدوان على الحكومة، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن استمرار القتال سيزيد من خطر التدخل الأجنبي، وقد يؤدي إلى تفتت البلاد.
وردا على تصريحات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الرافضة لأي منع أو تهديد قد يستهدف المسؤولين الأمميين، قال المندوب السوداني الحارث إدريس الحارث إن بلاده لم تهدد رسميا أو خطيا بإنهاء عمل البعثة الأممية، لكنه شدد على أنها ترفض التعامل مع المبعوث الأممي فولكر بيرتس.
وخلال جلسة مخصصة للسودان وجنوب السودان عقدت أمس الأربعاء، نددت السفيرة الأميركية -التي تتولى بلادها طوال أغسطس/آب الجاري الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي- بغياب بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان.
وقالت توماس متوجهة إلى الحارث “ما نفهمه الآن أن الحكومة السودانية حذرت من أنه إذا شارك الممثل الخاص للأمين العام في هذا الاجتماع فإن هذا الأمر سيضع حدا لبعثة الأمم المتحدة في السودان”.