نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر أن رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق اعترفت في اجتماع مجلس حكماء الجامعة بأن استدعاءها الشرطة للتعامل مع الطلاب الداعمين لفلسطين أدى إلى تفاقم المشكلة، موازاة مع تواصل المواجهات بين الشرطة والطلبة في عدد من الجامعات الأميركية على خلفية دعم غزة.
وقالت المصادر إن رئيسة جامعة كولومبيا اجتمعت بمجلس حكماء الجامعة لتبرير قرار استدعاء الشرطة الطلاب.
من جهتها، أفادت شرطة بوسطن بإصابة 4 ضباط واعتقال أكثر من 108 طلاب خلال احتجاج في كلية إيمرسون في بوسطن بولاية ماساشوستس.
كما أعلنت شرطة ولاية تكساس أنها نشرت أعدادا إضافية من عناصرها في جامعة تكساس بأوامر مباشرة من حاكم الولاية غريغ أبوت إثر استمرار الاعتصامات الداعمة لغزة فيها.
وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الجزيرة بأن طلابا مؤيدين للقضية الفلسطينية أنشؤوا مخيما في حرم جامعة جورج واشنطن بالعاصمة الأميركية.
طلاب يهود يدعمون الاحتجاجات
من جهة أخرى، نفى طلاب يهود في جامعة كولومبيا الأميركية صحة ادعاءات رئيس مجلس النواب مايك جونسون بأن المظاهرات الداعمة لفلسطين تعتبر تهديدا معاديا للسامية.
وفي تصريحات للأناضول، أكد طلاب يهود أميركيون أن جونسون “لم يقل الحقائق” خلال زيارته الحرم الجامعي.
وأوضح الطالب اليهودي سام أنه يدعم المظاهرات في حديقة الحرم الجامعي للمطالبة بقطع إدارة الجامعة علاقاتها التجارية مع الشركات التي تدعم إسرائيل، وأعرب عن فخره بالمشاركة في المظاهرات.
وفي رده على سؤال بشأن وجود تهديد على اليهود بالجامعة، قال سام “بالتأكيد، لا يوجد”، مبينا أنه تلقى دعما في منطقة الاحتجاج “أكثر من أي جزء آخر من الجامعة”.
وأضاف “أعتقد أن الطلاب الذين يزعمون أنهم يواجهون الكثير من معاداة السامية في الحرم الجامعي يخلطون بين معاداة إسرائيل ومعاداة السامية”.
بدوره، أكد الطالب اليهودي إيلون أنه لم يواجه أي سلوك معاد للسامية في حرم الجامعة أو موقع الاحتجاج.
وأشار إلى أنهم احتفلوا بعيد الفصح اليهودي في موقع الاحتجاج مع أكثر من 100 طالب يهودي وبعض المعلمين اليهود.
وقال “لا أعتقد أن مايك جونسون يهتم حقا بالطلاب اليهود بخلاف أجندته الخاصة”.
ولفت إلى أنه لأول مرة اليوم لم يشعر بالأمان بسبب “احتلال مايك جونسون وداعمي الراديكالية الحرم الجامعي”.
دعوى “معاداة السامية”
وكان رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون طالب أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي بالجامعة رئيستها نعمت شفيق بالاستقالة في حال فشلها بإيقاف مظاهرات الطلاب المؤيدين لفلسطين.
ووصف جونسون المظاهرات الداعمة لفلسطين في حرم الجامعة بـ”الكراهية ومعاداة السامية”.
من جانبها، أعربت طالبة تركية تدرس علم الأحياء في الجامعة عن أسفها لنشر معلومات مغلوطة عن الاحتجاج الداعم لفلسطين.
وأكدت الطالبة -التي فضلت عدم الكشف اسمها لكونها طالبة دولية- أن الاحتجاج “سلمي بشكل كامل”.
وفي 18 أبريل/نيسان الجاري بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية اعتصاما في حديقة الحرم الجامعي احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعتي نيويورك وييل ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة كارولينا الشمالية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى -معظمهم أطفال ونساء- ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية”.