قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الولايات المتحدة تحتل جزءا من الأراضي السورية، واتهمها بدعم الإرهاب لكنه كشف عن “لقاءات تجري مع أميركيين بين الحين والآخر “معربا عن قناعته بأن “كل شيء سيتغير”.
وبينما يسعى الأسد إلى إعادة تعويم نظامه بعد أكثر من عقد من العزلة الدبلوماسية قال الأسد في مقابلة متلفزة أجراها معه وزير خارجية أبخازيا إينال أردزينبا في القصر الرئاسي بدمشق ونشرت أمس الأحد إن “أميركا تحتل جزءا من أراضينا حاليا بشكل غير شرعي، وتمول الإرهاب وتدعم إسرائيل التي تحتل أراضينا أيضا “.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهها الأسد إلى واشنطن إلا أنه استدرك قائلا “لكن نلتقي معهم بين الحين والآخر، مع أن هذه اللقاءات لا توصلنا إلى أي شيء، ولكن كل شيء سيتغير”. بيدَ أنه لم يحدد مضمون هذه اللقاءات أو على أي مستوى تجري أو من يشارك فيها.
وردا على سؤال عن إعادة الحوار مع الغرب قال بشار الأسد “الأمل موجود دوما، حتى عندما نعرف أنه لن يكون هناك نتيجة علينا أن نحاول”. وأضاف “علينا أن نعمل معهم بغض النظر عن رأينا السيئ بهم ونشرح لهم أننا لن نتنازل عن حقوقنا، وسنتعاون معهم فقط على أسس المساواة”.
وحرص وزير خارجية أبخازيا على تقديم الأسد على أنه “الشخص الذي تحدى الغرب أجمعه، واستطاع أن يحمي بلده، وأن يحمي المصير التاريخي لشعبه وأصالته”.
الدور الروسي
وأشاد الوزير الأبخازي في حواره -الذي قال إنه امتد ساعتين- بكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأسد واعتبرهما “قادة مستقلين”، موجها سؤاله إلى بشار عن تقييمه الدور الروسي في سوريا فقال “نسمع كثيرا عبارات تقول: إن روسيا دعمت الرئيس السوري أو الحكومة السورية، وهذا تفسير غير صحيح، روسيا دعمت الشعب السوري وحمت استقلالية سورية، وبذلك حمَت القانون الدولي”.
ويرى الأسد في حواره أن “روسيا دخلت حربا مع الإرهاب على الأراضي السورية، وعندما تحمي السوريين فهي تحمي بلدها، وعندما قالت روسيا كلمتها في محاربة الإرهاب كان هذا مهما على المستوى الدولي عامة، ولمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ومنطقتنا خاصة، لأن لدى سورية موقعا جيوإستراتيجيا مهما جدا”.
التوقيت
ويأتي إعلان الأسد الأحد بِوقت تحاول فيه دمشق فك عزلتها الدبلوماسية وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار بعد مرور أكثر من 13 عاما على الثورة السورية قُتل خلالها أكثر من نصف مليون شخص، وحدث دمار هائل في البنى التحتية أدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وشهد العام الماضي تغيرات متسارعة تمثلت باستئناف دمشق علاقاتها مع دول عربية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، ثم مشاركة الأسد في القمة العربية في جدّة في مايو/أيار الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.