20/4/2024–|آخر تحديث: 20/4/202408:13 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نددت الأمم المتحدة أمس الجمعة بالتدمير المتعمد للمعدات الطبية المعقدة التي يصعب الحصول عليها في المستشفيات وأقسام الولادة التي ترزح تحت ضغوط هائلة في غزة، مما يزيد المخاطر التي تواجهها النساء اللواتي يلدن في “ظروف غير إنسانية ولا يمكن تصورها”.
وقال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في دولة فلسطين دومينيك ألين إن البعثات الأخيرة التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى 10 مستشفيات في غزة وجدت أن الكثير منها “في حالة خراب” ولم يعد سوى عدد قليل منها قادرا على تقديم الرعاية الصحية للأمهات.
وقال إن ما عثرت عليه الفرق في مجمع مستشفى ناصر الطبي الذي حاصرته القوات الإسرائيلية لفترة طويلة خلال عدوانها على مدينة خان يونس الجنوبية “يفطر قلبي”.
وفي حديثه للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من القدس قال إنه رأى “معدات طبية تم تحطيمها عمدا، وكابلات أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية قد تم قصها، وأنتم تعرفون مدى أهميتها للمساعدة في ضمان ولادة آمنة”.
وأضاف “لقد تم تحطيم شاشات المعدات الطبية المعقدة، مثل أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وغيرها من الشاشات”.
وشرحت منظمة الصحة العالمية مدى صعوبة إدخال مثل هذه المعدات إلى غزة حتى قبل العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تدمير مقصود وغاشم
وشدد ألين على أن هذا “التدمير المتعمد والغاشم لقسم الولادة”، إلى جانب الأضرار الأخرى، وقطع الماء والكهرباء وتدمير شبكة الصرف الصحي تعقد الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل ما كان في السابق ثاني أهم مستشفى في القطاع المحاصر لـ”توفير شريان حياة”.
وفي الوقت نفسه، قال إنه في مستشفى الخير التخصصي للولادة بخان يونس “لا يبدو أن هناك أي معدات طبية تعمل”، معربا عن أسفه أمام الصمت المخيم على غرف الولادة التي في حين أنها “يجب أن تكون مكانا يهب الحياة فإنها توحي بشعور غريب بالموت”.
ولا تعمل حاليا سوى 10 مستشفيات من أصل 36 في غزة وبشكل جزئي.
وقال ألين إن 3 فقط منها يمكنها تقديم المساعدة لنحو 180 امرأة يلدن في مختلف أنحاء غزة كل يوم، ويعاني نحو 15% منهن مضاعفات تتطلب رعاية متخصصة، ولذلك فإن المستشفيات التي يمكنها تقديم مثل هذه الرعاية عاجزة عن ذلك.
وأضاف أن المستشفى الإماراتي في الجنوب -وهو مستشفى الولادة الرئيسي في غزة حاليا- يجري على سبيل المثال نحو 60 ولادة يوميا، بما في ذلك 12 عملية قيصرية.
ونظرا للضغط الكبير الذي يواجهه يضطر إلى إخراج النساء بعد ساعات فقط من الولادة “وبعد الولادة القيصرية يخرجن بعد أقل من يوم واحد”، بحسب ألين الذي شدد على أن “هذا يزيد المخاطر” على صحتهن وصحة مواليدهن.
شلل تام
وقال إن من الواضح أن هناك مخاطر في الإجراءات المعقدة على صلة “بسوء التغذية والجفاف والخوف، مما يؤثر في قدرة المرأة الحامل على الولادة بأمان وحمل طفلها إلى فترة الحمل الكاملة بأمان”.
وأبلغ طبيب في المستشفى الإماراتي ألين بأنه “لم يعد يرى أطفالا يولدون بحجم طبيعي”.
وأضاف ألين أنه في ظل النظام الصحي “المصاب بشلل تام” في غزة فإن صندوق الأمم المتحدة للسكان “يشعر بقلق عميق بشأن القدرة على توفير الرعاية بعد الولادة”.