بدأ رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى سوريا هي الأولى لرئيس وزراء عراقي منذ عام 2010، والأولى لمسؤول عربي على هذا المستوى منذ اندلاع الثورية السورية عام 2011.
واستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، السوداني والوفد العراقي المرافق له والذي يضم فؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وأثير سلمان وزير التجارة ، والفريق الركن قيس رحيمة نائب قائد العمليات المشتركة.
وقال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية إن السوداني يعتزم تناول مكافحة تدفق المخدرات، وخاصة الكبتاغون، ومنع تسلل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبر حدودهما المشتركة التي يبلغ طولها 600 كيلومتر تقريبا.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء سيناقش أيضا التعاون التجاري والاقتصادي وسبل إعادة فتح خط أنابيب لتصدير النفط في البحر المتوسط، وهو ما قد يساعد بغداد على تنويع مسارات صادراتها.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مباحثات السوداني والأسد تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات بما فيها التبادل التجاري والنقل والصناعة، والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية إضافة إلى الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب، وذلك بحضور الوفدين الرسميين السوري والعراقي.
وحسب هذه الوكالة الرسمية “شدد الأسد والسوداني على أن وقوف العراق وسوريا إلى جانب بعضهما في مختلف الظروف كان ترجمة حقيقية للعلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، وأكدا مواصلة تطوير هذه العلاقات على المستويين الرسمي والشعبي”.
وقد اعتبر الأسد -وفق “سانا”- أن هذه الزيارة “فرصة لبناء علاقة مؤسسية، وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين، بينما أكد رئيس الوزراء العراقي أن سوريا لها مكانة خاصة في قلوب كل العراقيين، وأن الشعب العراقي يعتز بصمود الشعب السوري في مواجهة أعتى هجمة إرهابية تعرض لها”.
وتربط العراق وسوريا علاقات اقتصادية وعسكرية وسياسية وثيقة بإيران ذات الثقل في المنطقة وأبقت دمشق وبغداد على علاقاتهما منذ اندلاع الثورة السورية، حتى مع سحب دول عربية أخرى سفراءها وإغلاق سفاراتها في سوريا.
وتعاونت بغداد ودمشق مع جماعات مسلحة شيعية مدعومة من إيران في محاربة تنظيم الدولة الذي انتشر من العراق إلى سوريا، وسيطر في وقت ما على أكثر من ثلث مساحة البلدين.
وتأتي زيارة السوداني في وقت تعيد دول عربية بناء العلاقات مع دمشق بعد سنوات من التوتر، وذلك بعد 12 عاما من تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية عام 2011 بسبب قمع الأسد للاحتجاجات.
لكن الأسد استعاد السيطرة على مناطق واسعة من سوريا بدعم عسكري واقتصادي من روسيا وإيران، وعادت دمشق إلى جامعة الدول العربية في مايو/أيار، وتسعى دول بالمنطقة إلى الحوار مع هذا النظام لإنهاء تهريب المخدرات وإعادة ملايين اللاجئين.
ووافقت دمشق على المساعدة في وقف تهريب المخدرات عبر حدودها مع الأردن والعراق. ووضعت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مسؤولين سوريين كبارا وأقارب للأسد على قوائم عقوبات -الأشهر الأخيرة- على خلفية علاقات مزعومة بتجارة المخدرات. وتنفي حكومة النظام السوري تورطها بهذه التجارة.