صرح كبير مديري التواصل بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، جوناثان فاولر، أن نحو 60 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يعيشون في ظروف كارثية تحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 62 يوما، محاطين بالموت من كل جانب.
ولفت فاولر إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة صعب للغاية، حيث لم تدخل سوى 75 شاحنة من المساعدات عبر المعابر الحدودية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم الحاجة إلى إدخال نحو 500 شاحنة يوميا لتلبية احتياجات السكان.
وأوضح المتحدث باسم الوكالة أن الوضع في شمال غزة أصبح مأسويا بسبب نقص الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، مشيرا إلى أن سكان القطاع يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف أن دخول المنطقة المحاصرة لا يزال ممنوعا من قبل إسرائيل، مما يجعل السكان يعانون مع مرور الأيام دون الحصول على مساعدات.
كما حذر فاولر من تفاقم خطر سوء التغذية، إذ نوه إلى أن المنطقة لم تتلق أي إمدادات غذائية منذ أكثر من 60 يوما، مما قد يؤدي إلى وفاة العديد من السكان جوعا ما لم تقدم لهم الإغاثة لهم بشكل عاجل.
وخلال مقابلته مع وكالة الأناضول، قال المسؤول الأممي إن الناس في هذه المنطقة المحاصرة “سيموتون من الجوع. ماذا يمكنهم أن يفعلوا إذا لم يتمكنوا من الحصول على مواد الإغاثة؟ لا يوجد شيء للأكل أساسا”.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شن الجيش الإسرائيلي هجوما عسكريا واسعا على شمال قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
وتقول المصادر الفلسطينية إن هناك مؤشرات على أن إسرائيل تسعى إلى احتلال الشمال وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، وذلك في إطار سياسة تتضمن قصفا مكثفا وحصارا مشددا يمنع إدخال المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والأدوية.
منع المساعدات الإنسانية
ومن جانب آخر، أشار فاولر إلى أن الأونروا اضطرت إلى وقف إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري بسبب مشاكل تتعلق بأمن العمليات، مؤكدا ضرورة ضمان أمان العاملين في مجال الإغاثة.
وأكد أن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية المساعدات بعد دخولها إلى القطاع، محذرا من أن عمليات السرقة والابتزاز قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 149 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية الأساسية للمستشفيات وشبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير.