يسعى الجيش الإسرائيلي إلى إحكام سيطرته على خان يونس جنوبي قطاع غزة باعتبارها -في نظر الاحتلال- المركز الأهم عسكريا بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، ولكنه يفاجأ بمقاومة أكثر شراسة كما يعترف هو بنفسه.
وتحاصر الدبابات الإسرائيلية مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر والواقع غرب المدينة، وفي الوقت ذاته تواصل قوات الاحتلال محاولاتها للتقدم من مناطق جنوب المحافظة إلى مناطق أقصى الغرب.
وبحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فقد كان مسار العملية البرية الإسرائيلية في خان يونس كالتالي: في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحه البري لخان يونس بتوغل الدبابات الإسرائيلية من معسكر كيسوفيم المحاذي لبلدة القرارة شمال شرق خان يونس، وسبق ذلك أحزمة نارية كثيفة على مناطق شرق القرارة.
وبعد أن أكملت القوات الإسرائيلية طريقها من كيسوفيم إلى القرارة وصولا إلى “حاجز المطاحن” الواقع تماما على شارع صلاح الدين، أكملت توغلها عبر مناطق زراعية مفتوحة حتى وصلت إلى شارع الرشيد على ساحل البحر، حيث فصلت الآليات الإسرائيلية خان يونس تماما من جهة الشمال عن مناطق وسط القطاع.
محاولة فصل خان يونس
وبعد 50 يوما من بدء اجتياحها البري، تصل الآليات الإسرائيلية إلى محيط مستشفى الأمل غرب خان يونس ومستشفى ناصر، المستشفى الرئيسي هناك.
أما في شرق خان يونس فلم تهدأ الاشتباكات والقصف المدفعي طوال قرابة شهرين من القتال.
وكانت بني سهيلا النقطة الثانية للتوغل البري، وتحديدا من منطقة الفخاري حيث دخلت الآليات الإسرائيلية تحت غطاء ناري كثيف وأحزمة نارية حرقت كل شي، وأكملت مسيرها حتى وصلت إلى بني سهيلا بشرق خان يونس.
كذلك توغلت قوات إسرائيلية من منطقة الزنة ومن جهة عبسان الجديدة حتى فصلت مناطق شرق خان يونس تماما عن مناطق غرب المحافظة.
وبعد فصل خان يونس عن مناطق وسط القطاع وعزل مناطق شرق المحافظة عن غربها، تتحرك القوات الإسرائيلية لفصل خان يونس تماما عن رفح جنوبي غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه في خان يونس يقاتل فوق الأرض وتحتها، ولكنه يبدو متفاجئا من شراسة المقاومة في محاور القتال هناك، وهو ما أشار إليه رئيس الأركان هرتسي هاليفي بقوله إنهم يحاربون عدوا كان يستعد لمدة طويلة جدا للدفاع عن نفسه بطريقة منظمة للغاية، وإن القتال يدور في منطقة جغرافية معقدة للغاية.