قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي شمال مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، في حين نسف جيش الاحتلال مربعات سكنية في بلدة المغراقة وسط القطاع، كما استهدف فرق تأمين المساعدات الإنسانية.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مبنى تابع للصليب الأحمر يؤوي نازحين بشارع الوحدة وسط مدينة غزة.
كما استشهد صياد وأصيب آخر بنيران قوات الاحتلال أثناء عملهما قبالة ساحل مدينة رفح جنوب القطاع.
واستشهد 8 فلسطينيين من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة كانوا يستقلونها قرب مفترق المالية في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال لجان تأمين المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.
في هذه الأثناء، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه انتشل ما يقرب من 400 شهيد من مقابر جماعية بمجمع ناصر الطبي، بخان يونس، ولم تستطع فرق الدفاع المدني التعرف على أكثر من نصفها.
وأشار متحدث باسم الدفاع المدني في خان يونس، جنوبي القطاع، إلى وجود اعتقاد بدفن الاحتلال نحو 20 فلسطينيا وهم أحياء.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تنسف منازل ومنشآت في منطقة المغراقة شمالي مخيم #النصيرات وسط قطاع #غزة #حرب_غزة #صورة pic.twitter.com/tz4DqceBbN
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 26, 2024
استهداف المنظمات الإنسانية
وفي سياق متصل، أجرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا بيّن أن 6 مجموعات إغاثية دولية تعرضت عملياتها أو ملاجئها للنيران الإسرائيلية على الرغم من استخدام نظام منع الاشتباك التابع للجيش الإسرائيلي لإخطار الجيش بمواقعها وتجنب أي استهداف عسكري لها.
وأوضحت الصحيفة في تحقيقها أن المنظمات الإنسانية التي استُهدفت لديها خط مباشر مع الجيش الإسرائيلي، وهي تأتي من دول غربية، بعضها من أقوى حلفاء إسرائيل.
وأشارت إلى أن بعض المواقع التي قُصفت تحمل علامات واضحة على هويتها الإنسانية، أو أنها تقع في منطقة مصنفة على أنها “إنسانية خاصة” قالت إسرائيل إنها آمنة للمدنيين.
وتشير نيويورك تايمز إلى أنه في الحرب على غزة تبين أن الأماكن التي تتوفر فيها كل سبل الحماية المتاحة ليست في مأمن من ضربات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تفاقم ويلات الحرب
ومع مضي أكثر من 200 يوم على الحرب بقطاع غزة، ما زال النازحون الفلسطينيون يعانون ويلاتها، حيث لم تهدأ ألسنة اللهب وآلة الدمار الإسرائيلية التي تقتل وتدمر وتشرد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال تلك الفترة عاش الفلسطينيون أوضاعا إنسانية صعبة، حيث تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، مما تسبب بخسائر بحياة الأفراد، وتعرض بعضهم للإصابة، وما يزال آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
ونتيجة الحرب، اضطر الفلسطينيون للنزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة، ومع ذلك أثخنها بغارات جوية وقصف على المنازل، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وأنشأ النازحون مخيمات مؤقتة في رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.
وتفتقر المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذا مؤقتا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.
والثلاثاء، وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عواقب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بأنها مفزعة، مؤكدا توثيقه أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة.
وأضاف أن قطاع غزة أصبح فعليا غير قابل للحياة نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طال أكثر من 60% من مباني القطاع.
يأتي ذلك بينما تجري الاستعدادات لاجتياح إسرائيلي محتمل لمدينة رفح رغم تحذيرات دولية من تداعياته.
وخلفت الحرب على قطاع غزة أكثر من 112 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.