اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية خلال ساعات الليل، في حين دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الاثنين إلى “وقف عنف المستوطنين” الإسرائيليين.
وشملت الاقتحامات مخيمي عين السلطان وعقبة جبر بمدينة أريحا، وقرية رمانة الحدودية غرب مدينة جنين، وكفر قدوم الواقعة شرق قلقيلية، وبلدة النصارية في نابلس، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة قفين شمالي الضفة الغربية.
ودأبت قوات الاحتلال منذ عملية “طوفان الأقصى” والحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على تنفيذ حملات اقتحام واعتقال في مدن وبلدات الضفة بشكل يومي، وتزداد وتيرة الاقتحامات خلال ساعات الليل.
دعوة فرنسية
وعلى صعيد التحركات السياسية، دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الاثنين إلى “وقف عنف المستوطنين” الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب لقائه في القدس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال سيجورنيه -الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لمحاولة الدفع باتجاه هدنة لوقف الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية- إنه “لا يمكن أن يحصل بأي حال من الأحوال أي تهجير قسري للفلسطينيين لا من غزة ولا من الضفة الغربية” المحتلة.
من جهة أخرى، ندد الوزير الفرنسي بتصريحات “عنيفة تزرع الكراهية (ضد) الفلسطينيين وتدعو إلى ارتكاب جرائم حرب. هذه التصريحات تتزايد في إسرائيل ويتداولها مسؤولون سياسيون. نعتبر أن هذا الأمر خطير”.
وشدد سيجورنيه على أنه “لا يمكن فصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل الضفة الغربية. يجب الإعداد لهذا المستقبل من خلال دعم السلطة الفلسطينية التي يجب أن تتجدد وأن تعود في أقرب وقت ممكن إلى قطاع غزة”.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي الذي يقوم بأول جولة له في المنطقة منذ تعيينه في منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي “أكرر: غزة أرض فلسطينية”.
ودعا سيجورنيه إلى “تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنبا إلى جنب” مما يتطلب استئناف عملية السلام “فورا”.
وأكد أنه “من دون حل سياسي لا يمكن حصول سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط هذا هو موقفنا وهذا تحليلنا للوضع”.
وكان سيجورنيه قال مساء الأحد في القاهرة إنه يرفض أي “تهجير قسري” إلى مصر لأبناء غزة الذين يفرون من القصف الإسرائيلي ويتكدسون عند أبواب سيناء.
وشدد الوزير على أنه “لا شيء، أبدا، في أي مكان، يمكن أن يبرر الإرهاب”، منددا بـ”الأفعال الإرهابية لحماس” وبـ”جرائم ذات طابع جنسي ارتكبت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول”، وأعلن أن فرنسا ستدعم بـ”200 ألف يورو مراكز الاستجابة لضحايا الاغتصاب في إسرائيل” بحسب وصفه.
ومن إسرائيل توجه سيجورنيه إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة حيث مقر السلطة الفلسطينية.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي في رام الله نظيره الفلسطيني رياض المالكي ومن ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعقب اللقاءين قال الوزير الفرنسي “لقد جددت الدعوة لوقف إطلاق نار مستدام (في غزة) لأسباب إنسانية”، مؤكدا أن “قضية الرهائن” الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة وبينهم 3 فرنسيين هي “أولوية في العمل الدبلوماسي” لفرنسا.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على غزة لليوم الـ123، حيث تواجه مقاومة ضارية من الفصائل الفلسطينية بمحاور عدة في خان يونس جنوبي القطاع، وكذلك في المناطق الوسطى والشمالية.