قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي فجرت اليوم الخميس أحد المباني داخل مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، وذلك بعد ترويع النازحين فيه وتهديدهم عبر مكبرات الصوت بـ”إخلائه فورا”.
من جهتها، ذكرت قناة الأقصى في بيان مقتضب عبر تليغرام أن “جيش الاحتلال فجر المبنى التخصصي في مستشفى الشفاء”.
وجاء هذا التطور بعد تهديد جيش الاحتلال النازحين داخل المجمع عبر مكبرات الصوت بضرورة إخلاء المجمع فورا وإلا فإنه سيتم قصفه من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
وكانت الجزيرة قد حصلت على صور خاصة من داخل المجمع الذي يخضع لحصار من جانب قوات الاحتلال لليوم الثالث على التوالي، في حين تعتقل المئات داخله.
وأظهرت الصور عددا كبيرا من النساء والأطفال بعد أن جمعتهم قوات الاحتلال في أحد مباني المجمع تمهيدا لترحيلهم قسرا بعد اعتقال الآباء والأزواج.
ومساء أمس الأربعاء، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط مجمع الشفاء خلال موعد إفطار اليوم العاشر من رمضان.
وتسبب القصف المدفعي في اندلاع حرائق واسعة بمحيط المجمع، وقتل وأصيب العديد من الفلسطينيين -بينهم نساء وأطفال- فضلا عن نزوح المئات إلى مناطق شرقي مدينة غزة، بينها حي التفاح والزيتون والشجاعية والصبرة.
ومنذ فجر الاثنين الماضي، تواصل قوة من جيش الاحتلال اقتحام مجمع الشفاء رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين داخله، بالتوازي مع عمليات قتل وإطلاق نار واعتقالات واسعة نفذها في صفوف النازحين داخل المشفى، وقصف منازل قريبة.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل 90 فلسطينيا والتحقيق مع 300 في مستشفى الشفاء، وأشار إلى أنه اعتقل 160 آخرين ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لأسبوع ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، وجرى خلال الاقتحام تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عدوانا على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين -معظمهم أطفال ونساء- فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.