شيع أهالي مخيم ومدينة جنين شمال الضفة الغربية، جثماني الشهيدين ياسر حنون وسعيد جردات، وفي حين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المدن والقرى، اعتدى مستوطنون على ممتلكات الفلسطينيين في إحدى قرى نابلس.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت في وقت سابق من مساء الخميس استشهاد شخصين وإصابة 15، جراء قصف الاحتلال بطائرة مسيرة لسيارة في مخيم جنين.
وانطلق موكب التشييع من مسشتفى جنين يتقدمه عشرات المقاومين الفلسطينيين، وجاب المشيعون شوارع المدينة والمخيم وسط الهتفات الغاضبة والمنددة بجريمة اغتيال الشهيدين.
وتقول إسرائيل إن مخيم جنين مركز لنشاط فصائل المقاومة الفلسطينية ويضم عشرات المقاتلين من حركات حماس والجهاد الإسلامي وفتح، ومنه تنطلق عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
مشاهد من تشييع جثماني الشهيدين ياسر حنون وسعيد جرادات اللذان ارتقيا بقصف طيران الاحتلال لمركبة بمخيم جنين أمس..
ربنا يتقبلكم ويكرمنا مثل ما أكرمكم. pic.twitter.com/1PEFl3OrKp
— Jenin Camp – مخيم جنين (@JeninCamp1950) February 23, 2024
حملات اعتقال
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال قريتي التعامرة وزعترة بقضاء بيت لحم واعتقلت فلسطينييْن اثنين، كما اعتقلت 9 آخرين من مخيم الدهيشة ومدينة طولكرم.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بعدد من الآليات العسكرية مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وسيرت دورياتها في عدة أحياء في المدينة ومحيط البلدة القديمة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إن قواته اعتقلت 9 فلسطينيين من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية الليلة الماضية، بزعم أنهم مطلوبون للأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأكد جيش الاحتلال أن قواته اعتقلت منذ إعلان الحرب على قطاع غزة، نحو 3200 مطلوب فلسطيني من الضفة الغربية، بينهم أكثر من 1350 لارتباطهم بحركة حماس، حسب زعمها.
في المقابل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك، إن حصيلة المعتقلين في الضفة الغربية ارتفعت إلى 7150 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشارت المؤسستان إلى حدوث عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين ومصادرة الأموال والمركبات.
اعتداءات المستوطنين
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة بأن عددا من المستوطنين تسللوا إلى أطراف قرية بورين جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية وألقوا زجاجات حارقة على سيارة مما أدى إلى احتراقها دون وقوع إصابات.
وشهدت قرية بورين اعتداءات متكررة من المستوطنين منذ اندلاع الحرب على غزة، شملت تخريبا للممتلكات والمنازل والأراضي الزراعية واقتلاعا لأشجار الزيتون.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار في تقريرها السنوي، فإن المستوطنين الإسرائيليين نفذوا 2410 اعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة خلال 2023، في وقت تم فيه تهجير 25 تجمعا بدويا، بينها 22 تجمعا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومطلع فبراير/شباط الجاري، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 4 مستوطنين ومنعتهم من دخول أراضيها، على خلفية تنامي العنف الممارس ضد الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية بشكل كبير منذ أشهر، مما أثار غضب إسرائيل.
ومنذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، كما صعّد الجيش عملياته مخلفا 399 قتيلا ونحو 4 آلاف و500 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.