عبر البابا الجديد ليو الرابع عشر عن أسفه لتراجع الإيمان لحساب “يقينيات أخرى مثل التكنولوجيا والمال والنجاح والسلطة واللذة”، وذلك خلال قداسه الأول كرئيس للكنيسة الكاثوليكية في كنيسة سيستينا في الفاتيكان.
وبعد بضع كلمات بالإنجليزية، ألقى البابا عظته الأولى كرئيس للكنيسة الكاثوليكية بالإيطالية أمام الكرادلة المشاركين في القداس في كنيسة سيستينا.
وندّد ليو الرابع عشر الشغوف بالتاريخ المسيحي وبالرياضيات بتراجع الإيمان، معتبرا أن “الأماكن التي يُعتبر فيها الإيمان المسيحيّ أمرا عبثيّا ليست قليلة، فهو للضّعفاء وغير الأذكياء، ويفضّلون عليه مجالات أخرى، مثل التّكنولوجيا والمال والنّجاح والسُّلطة والمتعة”.
كما أسف البابا لأن يسوع يتمّ أحيانا “اختصاره لمجرّد نوع من قائد يتمتع بالكاريزما أو رجل خارق”، وأضاف “لهذا السبب بالضبط فإن المهمة ملحة (…) لأن الافتقار إلى الإيمان يؤدي غالبا إلى مآس”.
وأصبح الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست الخميس في سن التاسعة والستين أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، واختار ليو الرابع عشر اسما له.
خلال أول ظهور له مساء الخميس أمام الحشود الكبيرة في ساحة القديس بطرس توجه ليو الرابع عشر إلى أكثر من 1.4 مليار كاثوليكي في العالم قائلا في مطلع كلمته “السلام معكم جميعا” بلغة إيطالية طغت عليها اللكنة الأميركية. وأضاف متأثرا “شكرا للبابا فرانشيسكو” الذي توفي في 21 أبريل/نيسان الماضي عن 88 عاما. كما شكر زملاءه الكرادلة على انتخابه.
وعند خروجه إلى شرفة بازيليك القديس بطرس استقبلته حشود المؤمنين والسياح الذين بلغ عددهم نحو مئة ألف شخص بحسب الفاتيكان، بالتصفيق الحار في حين قرعت أجراس الكاتدرائية لأكثر من ساعة بعد تصاعد الدخان الأبيض من المدخنة التي وضعت على سطح كنيسة سيستينا، إعلانا عن انتخاب البابا الجديد.
ويشارك البابا المولود في شيكاغو خلال الأيام المقبلة في عدة مناسبات منها صلاة ريجينا كويلي الأحد، وسيلتقي صباح الاثنين الصحفيين في الفاتيكان.
وأعلن الفاتيكان اليوم الجمعة أنه سيتم تنصيب البابا ليو الرابع عشر رسميا خلال قداس يوم 18 مايو/أيار الجاري، وسيلقي أول خطبة عامة في 21 من الشهر نفسه.
وستكون أولى تحركات البابا وتصرفاته تحت المجهر: فهل سيقيم في بيت القديسة مارتا على غرار البابا فرانشيسكو أو سيعود إلى الجناح الفاتيكاني المخصص للبابا؟ وما هي القرارات الأولى التي سيتخذها؟.
ويواجه البابا الجديد الكثير من التحديات، من تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا إلى مالية الفاتيكان مرورا بالتصدّي لظاهرة التحرّش بالأطفال في الكنيسة وتراجع الدعوات الكنسية.