29/6/2025–|آخر تحديث: 15:20 (توقيت مكة)
أكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال الإسرائيلي يكثف هجماته ضد المدنيين ويركز على مراكز الإيواء، في إبادة جماعية ومجازر يومية متعددة، واصفا الوضع الصحي بالمرير والمؤلم جدا.
وقال إن نحو 500 شهيد سقطوا في “مصايد الموت”، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يفرق جموع منتظري المساعدات بالمدفعية، ومن ينجو منهم يستهدفه بالقناصة، وأن العديد من الإصابات كانت في الرأس والصدر.
وأشار إلى شهادات حية لأطفال ورصاصات تم تصوريها تظهر أنها تستهدف القتل المباشر وليس التخويف.
وفي تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أكد ضباط وجنود إسرائيليون أن أوامر إطلاق النار على المجوّعين في غزة صدرت عن قادة في الجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات، وشددوا على أن الغزيين لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار.
وتحدث البرش -في مقابلة مع قناة الجزيرة- عن الوضع الصحي في قطاع غزة، وعن المجاعة وعن سوء التغذية، وقال إن الرضيعة جوري المصري استشهدت، لأن الاحتلال حاصرها بالجوع ومنع عنها الغذاء الأساسي.
أمراض وفيروسات
وأكد أن جوري كانت رقم 66 في قائمة الأطفال الذين ماتوا بسبب سوء التغذية والجوع، وقال إن هناك 59 ألف طفل دون سن الخامسة ينتظرون مصير جوري، في ظل انتشار الأمراض المعدية، منها أمراض الجهاز التنفسي، حيث سجلت منذ بداية العام نحو 254 ألف حالة إصابة بالجهاز التنفسي بينها 337 إصابة بمرض السحايا، ونحو 259 من الحالات الفيروسية.
كما شملت التطعيمات قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع حوالي 95%، لكنها اليوم انخفضت إلى 80%، وهي نسبة خطيرة جديدة، لأنها تعني أن أجساد الأطفال جاهزة لكل الفيروسات والموت.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة أن أطفال غزة لا ينمون بشكل طبيعي ولا يكبرون وأجسادهم هزيلة ووجوههم شاحبة ودموعهم جافة، وقال إن 17 ألف طفل ماتوا حتى اللحظة، ونحو 9 آلاف امرأة ماتت أيضا، وما يقارب من 55 ألف امرأة حامل تعاني من سوء التغذية، ولذلك يولد الأطفال بتشوهات وقبل موعدهم الطبيعي.
ومن جهة أخرى، انتقد البرش صمت العالم وصمت المسلمين، وقال إنهم يعجزون عن إنقاذ أطفال غزة، لافتا إلى أن صورة الرضيعة جوري كانت تجسد صورة الخذلان والجريمة، واختصرت فشل العالم، واعتبر وفاة جوري وغيرها من الأطفال بسبب عدم توفر الحليب “فضيحة أخلاقية وإنسانية”.