زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان اليوم الخميس المنطقة الشرقية بمحور الفاو بولاية القضارف شرقي السودان، وتزامن ذلك مع “هجمات انتقامية” ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة ردا على انشقاق القيادي أبو عاقلة كيكل عن قوات الدعم.
وبحسب منصة وطن الإعلامية السودانية، اطلع البرهان على جاهزية واستعداد القوات المسلحة والقوات المشتركة لخوض ما سماها معركة الكرامة والعزة، ضد “مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة”، كما تلقى عرضا عن سير العمليات من قيادة المتحركات.
وزار البرهان أمس حامية الرُوا بمنطقة البطانة شرقي الجزيرة، للوقوف على استعدادات القوات المسلحة لاستعادة مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، انطلاقا من شرق الجزيرة وأم القرى.
توفير السلاح
وخلال الزيارة، أعلن البرهان استعداد القوات المسلحة السودانية لتلبية متطلبات تسليح المقاومة الشعبية بمنطقة البطانة.
وفي كلمة، خلال عزاء قائد الجيش بمنطقة “البطانة العسكرية” العميد أحمد شاع الدين، الذي قُتل في معارك أول أمس الثلاثاء، قال البرهان “عهدنا مع الشهداء هو السير في الطريق حتى القضاء على قوات الدعم السريع، حديثنا سيكون في الميدان، وسنسلح أي شخص قادر على حمل السلاح”.
وأضاف البرهان مخاطبا المعزّين “إن سكان مدينة الصباغ طلبوا سلاحا وأعطيناه لهم، وأنتم طلبتم سلاحا، وسنعطيكم، وعهدنا بكم ألا نترك فيكم شخصا ضعيفا”.
وتأتي زيارة البرهان للمنطقة إثر هجمات تشنها قوات الدعم السريع، على شرق ولاية الجزيرة، وصفت بـ “الانتقامية” عقب إعلان قائد قوات الدعم بالولاية أبو عاقلة كيكل، انضمامه للجيش السوداني، يوم السبت الماضي.
استهداف المدنيين
وقالت وسائل إعلام سودانية محلية وناشطون إن قوات الدعم شنت “أفظع أساليب الانتقام ضد سكان الجزيرة، بما في ذلك القتل على أساس الهوية، واستخدام المدنيين كرهائن، واختطاف واغتصاب النساء والفتيات، إضافة إلى التهجير القسري، ونهب الممتلكات، والتجويع بحرق محاصيل الذرة في الحقول”.
وذكرت شبكة أطباء السودان أن قوة تتبع للدعم السريع نفذت مجزرة بشعة ضد مواطني قرية “أزرق” بولاية الجزيرة راح ضحيتها 12 شخصا بينهم أطفال ونساء وكبار سن وأصيب العشرات.
وبالتزامن مع ذلك نشر ناشطون ولجان مقاومة سودانية مناشدات للتدخل وإنقاذ المواطنين، كما نشروا أسماء لقتلى وصورا قالوا إنها تعود لمدن وقرى شرق ولاية الجزيرة، بسبب هجمات قوات الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش والدعم السريع حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.