بني من القصب والخشب والطين وبقي أكثر من 100 عام يظل قاطنيه بالسكينة والأمان والوئام؛ فتعاقبت على العيش فيه أجيال، إلى أن تصدعت جدرانه وقواعده فشعر أصحابه بالخوف ولم يعد بإمكانهم النوم داخله.
“سلسلة قصص إنسانية” تقدم اليوم حكاية “البيت المتصدع” في قرية دوار أماسين بمراكش، وهي من مناطق الزلزال الذي ضرب المغرب في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري وخلف آلاف القتلى والجرحى ودمر قرى بكاملها.
يروي حمد حداد أنه بعد دخوله للنوم شعر بارتجاج المكان، وبعد “لحظات زادت حدة الارتجاج، فصعدتُ للأعلى وعندما انقطع التيار الكهربائي نزلت للأسفل”.
في هذه اللحظة المرعبة والمفصلية من تاريخ البيت والقرية كلها، بدأ الغبار يعم المكان وانطلق صراخ الناس يتعالى “فهبينا لمساعدتهم”.
يرتبط حداد وجدانيا بهذه الدار، فقد ولد فيها وفيها بلغ أشده وبلغ 40 سنة هي عمره الآن.
ويعيش معه في الأصل أخوه وزوجته وأطفالهما، ولكنهم غادروا لمراكش قبل الزلزال.. “فلحسن الحظ لم يكونوا هنا. وهذا من لطف الله”.
وعندما ضرب الزلزال القرية، كان حداد وحيدا في البيت، وما إن انجلى غبار الكارثة حتى أدرك أن الدار لم تعد على حالها، فقد تصدعت جدرانها “وهناك الكثير من الدور تهدمت كليا، ولا يوجد بيت في القرية بدون تصدعات أو شقوق”.
وبعد هذا الوضع أصبح حداد وجيرانه يشعرون بالخوف بمجرد حركة بسيطة ويهرعون للخارج. والبعض ينام في الخيام “ولم نعد ننام في الدور”.
ويقول حداد إنه لم يعش طول حياته تجربة من هذا القبيل.