تمكن فريق الجزيرة من دخول سجن فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري بالعاصمة دمشق، والذي يعد الأسوأ سمعة بين سجون دمشق، ووثق الفريق شهادات مؤلمة وحقائق مروعة عن هذا المكان الذي لطالما كان رمزا للقمع والظلم.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مئات العائلات تجوب الأفرع الأمنية والسجون في دمشق بحثا عن ذويها الذين غيّبهم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد لسنوات في المعتقلات.
ويتكرر المشهد أمام أبواب الأفرع الأمنية، حيث تبحث مئات العائلات يائسة عن أثر لأحبائها، وفي فرع المخابرات الجوية تجمّع عشرات الأهالي على أمل العثور على إجابات.
ويتحدث أبو محمد عن أخيه المعتقل منذ عام 2013، والذي قضى سنوات من البحث دون جدوى تعرض خلالها لأكثر من 30 عملية ابتزاز وتضليل.
وتمكنت إحدى المعتقلات السابقات -التي أُطلق سراحها بعد 7 سنوات من الاحتجاز- من مرافقة فريق الجزيرة داخل السجن، حيث كانت تبحث بين الوثائق المكدسة عن أثر لأخيها المختفي.
وداخل السجن تراكمت وثائق شخصية لمعتقلين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، في مشهد يروي جزءا من معاناة آلاف السوريين.
وروى مصطفى المصري -وهو أحد المعتقلين السابقين- تجربته المروعة “حطوني بزنزانة فيها 16 شخصا، كل واحد على بلاطة، ما كان في بطانيات ولا شي”.
وفي قسم النساء، كان المشهد أشد إيلاما، مع صور وكتابات تحكي عن حرمان الأمهات من أطفالهن ومعاناتهن في ظروف لا يمكن وصفها إلا بأنها غير إنسانية.
وفرع المخابرات الجوية في مطار المزة يُفترض به أن يكون مسؤولا عن أمن المطار والطائرات الرئاسية، لكنه تحول إلى مركز لتعذيب المعارضين واعتقالهم، ومنه انطلقت عمليات قصف بلدات ريف دمشق المناهضة للنظام.
وشهدت مدرجات المطار إقلاع عشرات الطائرات الحربية والمروحية التي دمرت المدن والبلدات وقتلت آلاف المدنيين.
وفي مفارقة لافتة، تعرّض المطار نفسه لغارات إسرائيلية عنيفة دمرت طائراته ومنظوماته الدفاعية بعد ساعات من سقوط نظام الأسد.