يقوم قائد كبير في الجيش الأميركي بزيارة نادرة إلى أفريقيا لبحث سبل الحفاظ على بعض الوجود الأميركي في غربي أفريقيا بعد أن قررت النيجر طرد الجيش الأميركي لصالح الشراكة مع روسيا، في عملية تمثل انتكاسة كبرى لواشنطن.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال في القوات الجوية سي. ك. براون للصحفيين قبل وصوله إلى بوتسوانا اليوم الاثنين لحضور اجتماع لقادة الدفاع الأفارقة، إنه سيتحدث مع العديد من الشركاء في المنطقة. وأضاف براون للصحفيين المسافرين معه “أرى بعض الفرص. وهناك دول نعمل معها بالفعل في غربي أفريقيا”. وأوضح أن البناء على تلك العلاقات قد “يوفر لنا فرصًا لعرض بعض القدرات التي كانت لدينا في النيجر في بعض المواقع الأخرى”.
ورفض براون تحديد الدول التي كانت قيد الدراسة، لكن مسؤولا أميركيا قال لرويترز إن إدارة الرئيس جو بايدن أجرت محادثات أولية مع دول مثل بنين وساحل العاج وغانا. ومع ذلك، من غير المتوقع أن يتمكن الجيش الأميركي من تكرار بصمته القوية في مكافحة الإرهاب في النيجر في أي وقت قريب.
وعلى وجه الخصوص، خسارة القوات الأميركية للقاعدة الجوية 201 التي بنتها الولايات المتحدة بالقرب من أغاديز وسط النيجر بتكلفة تزيد على 100 مليون دولار. وحتى الانقلاب العسكري في النيجر العام الماضي، كانت القاعدة أساسية في القتال المشترك بين الولايات المتحدة والنيجر ضد المتمردين الذين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا ملايين آخرين.
وقال مسؤول أميركي ثان، تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه لا يتوقع قاعدة أميركية كبيرة أخرى أو نقلاً جماعيا للقوات الأميركية من النيجر إلى مكان آخر. وقال هذا المسؤول “لا نتوقع إعلانًا عن إنشاءات عسكرية كبيرة أو ظهور قاعدة جديدة مهمة في أي مكان”.
الاضطرابات السياسية
يمثل المشهد السياسي المتغير في غربي ووسط أفريقيا معضلة للولايات المتحدة. وقد شهدت المنطقة 8 انقلابات على مدى 4 سنوات، بما في ذلك في النيجر وجيرانها بوركينا فاسو ومالي.
الأنظمة العسكرية التي تحكم العديد من تلك البلدان الآن أقل استعدادًا للعمل مع الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، التي يُحظر قانونًا على جيشها دعم الحكومات التي استولت على السلطة عن طريق الانقلابات. ويتطلع هؤلاء الحكام العسكريون بشكل متزايد إلى روسيا، التي لا تواجه مثل هذه القيود.
وقالت كاثرين نزوكي من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، “كان للولايات المتحدة شركاء أقوياء في المنطقة. والآن بعد أن تم إخراج الولايات المتحدة من النيجر، فإن السؤال الذي أعتقد أن وزارة الخارجية تطرحه وتطرحه وزارة الدفاع هو: هل نفقد حلفاء في المنطقة؟ هل تتغير الأمور بسرعة كبيرة بالنسبة لنا؟”.
واعترف المسؤول الأميركي الثاني بأن الجيش الأميركي يقيّم التغيرات السريعة. وأضاف المسؤول “نحن نقوم ببعض التأمل الآن ونفكر في ما ينبغي أن تكون عليه أهدافنا المعدلة”، معتبرا أن “التهديد الإرهابي” لا يزال مثيرا للقلق.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الانسحاب من النيجر سيكتمل في الموعد المحدد قبل الأجل النهائي يوم 15 سبتمبر/أيلول المقبل، مع بقاء حوالي 600 جندي فقط في القاعدة الجوية المجاورة لمطار ديوري هاماني الدولي في العاصمة نيامي.
ومع خروج الولايات المتحدة، نشرت روسيا عددًا من القوات العسكرية في القاعدة نفسها، حيث يقومون بأنشطة تدريبية. ويقول مسؤولون أميركيون إن القوات الأميركية والروسية ليس بينها أي اتصال.
وأعرب الجنرال براون عن أمله في أن تكون هناك علاقات أمنية مع النيجر على نوع ما حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة، بالنظر إلى الاستثمار المستمر منذ سنوات في العلاقات العسكرية. وقال براون “لدينا سفارة هناك، لذلك لا تزال لدينا علاقات، ولذلك لا أعرف ما إذا كان الباب مغلقا تماما. وبالتالي، إذا سنحت الفرصة في المستقبل لإعادة بناء العلاقة وإعادة تعزيزها، فسنعمل مع بقية الحكومة الأميركية لمعرفة أفضل السبل للقيام بذلك”.