كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أزمة جديدة يواجهها الجيش، وتتعلق بتجنيد الشباب الذين يجدون أنفسهم في معركة بين استكمال دراستهم الجامعية وأداء الخدمة العسكرية في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة.
وجاء ذلك في تقرير نشره المراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي، سلط فيه الضوء على هذه المشكلة المتفاقمة، حيث تأثر الآلاف من جنود الاحتياط الذين هم على وشك بدء عامهم الدراسي الجديد مع استمرار خوض الجيش حربا برية على جبهتي غزة ولبنان.
ووفقا لتقرير أشكنازي، فإن “دراسة الاقتصاد” باتت تمثل معضلة حقيقية للجيش الإسرائيلي، حيث إنه لم يعد يواجه مشكلة نقص الذخائر والأسلحة فقط، بل بات يواجه مشكلة أخرى لا تقل عنها خطورة هي استمرار تجنيد الاحتياط من الطلاب الجامعيين للعام الدراسي الثاني على التوالي.
ويوضح ذلك بالقول إن بعض الجنود قد خدموا لمدة تصل إلى 250 يوما في الاحتياط، وهو ما دفعهم لتأجيل عامهم الدراسي الماضي، والآن يواجهون خطر تأجيل عام دراسي آخر.
ويضيف أنه في غضون أيام قليلة -نهاية الشهر- من المفترض أن يبدأ العام الدراسي في جميع مؤسسات التعليم العالي، في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش الإسرائيلي على عدة جبهات دفاعيا وهجوميا.
حيث يتم توظيف عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الذين يقاتلون في 3 فرق على جبهة غزة، كما يدير الجيش الإسرائيلي 4 فرق بجبهة الشمال مع لبنان بما في ذلك عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بينما تعمل الفرقة الثامنة في الضفة الغربية.
وبينما يؤكد التقرير أن الجيش الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط في معظم عملياته، فإنه يقول إن العديد منهم أبلغوا قادتهم بأنهم غير مستعدين للتضحية بمستقبلهم الأكاديمي، وينقل عن أحدهم أنه قال في محادثة مع قادته “إذا خسرنا عاما دراسيا آخر، فإن كل الجهود التي بذلناها خلال السنوات الماضية ستذهب سدى، ولن نتمكن من الاستمرار في مسيرتنا التعليمية إذا استمر هذا الوضع”.
أزمة مع المالية والتعليم
كما يسلط تقرير الصحيفة الإسرائيلية الضوء على جانب آخر من الأزمة، وهو وجود عدم ثقة بين الجنود الطلاب والحكومة، حيث لم تفِ وزارة المالية بوعدها بتحويل المنح الدراسية للطلاب المتضررين، مما زاد من حدة التوتر.
وينقل الكاتب عن أحد القادة وصفه الوضع بأنه أزمة حقيقية داخل الجيش، حيث أصبح من الصعب إقناع الجنود بالتخلي عن عام دراسي آخر. ويضيف “سنواجه تحديات كبيرة في ملء الرتب خلال الأسابيع القادمة إذا لم تتخذ إجراءات سريعة”.
من جهة أخرى، يعرب الجيش الإسرائيلي عن خيبة أمله من تعامل وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي مع الوضع، حيث كان يأمل تأجيل بدء العام الدراسي للطلاب الذين يشاركون بالعمليات القتالية على الأقل حتى انتهاء المناورات الكبرى، وذلك رغم أن هؤلاء يقاتلون على الجبهات.
ويشير الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي بات يشعر بثقل هذه الأزمة بعد مواجهته لتحديات اقتصادية تتعلق بتسليح قواته وتمويل العمليات العسكرية.
في الختام، يشير التقرير إلى أن هذه الأزمة قد تستمر فترة طويلة، مما قد يؤثر بشكل كبير على قدرات الجيش الإسرائيلي في إدارة العمليات العسكرية بشكل فعال إذا لم يتم إيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة.